وطنا اليوم:استطاع المزارع عادل صبح تدشين أول مزرعة لزراعة الذهب الأحمر أو الزعفران في الأردن في تجربة واعدة لإدخال هذا النوع من النباتات إلى بلاد الشام.
فعلى أطراف مدينة جرش شمالي الأردن تتوزع أكثر من 3 دونمات من أوراق ذهب الصحراء -كما يحب عشاق الزعفران تسميته- بعد صبر وجهد استمرا 3 سنوات متتالية لتحسين وتثبيت زهرة الزعفران في الأرض.
تكثير أزهار الزعفران
يقول المزارع عادل صبح إن مشروعه الذي بدأ من الصفر تطلب رعاية وفحصا مخبريا للتربة في المركز الزراعي الأردني للبحوث الزراعية للتعرف على ملاءمة الأرض لزراعة الزعفران.
ويؤكد أن النتائج المخبرية للتربة كانت مشجعة، مما أسهم في تكثير أزهار الزعفران على مدى السنوات الثلاث الماضية.
الفحوصات المخبرية ذاتها، كما يقول صبح، أثبتت أن زهرة الزعفران تتحمل برودة جو تتجاوز 15 درجة تحت الصفر، وتحتاج إلى الري 5-7 مرات في السنة على الأقل، مشيرا إلى أن منطقة جرش تعد مكانا مثاليا لزراعة هذا النوع من النباتات.
التجربة الأولى من نوعها في الأردن عملت على تطوير هذه الزراعة، بحيث يصبح الزعفران مادة متوفرة في السوق، مع ترغيب الأردنيين على استخدام هذه المادة بأسعار مشجعة.
مواد تجميل بالزعفران
وتقول المتخصصة في تصنيع مواد تجميل من نبتة الزعفران لارا الطيطي إنها نجحت بالتعاون مع المزرعة في تصنيع منتجات ومستحضرات طبية تخلو من أي مواد كيميائية باستخدام الزعفران ومسحوقه.
ونجحت الطيطي في تصنيع صابون للأيدي وكريمات للجسم ومعطرات للجو، وتعرض منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتؤكد أن الزعفران يساعد في تحفيز الخلايا العصبية في الجسم، وهو ما يعني حماية البشرة والجلد ويعطي رونقًا مثاليًا حال استخدامه كمسحوق للتجميل من قبل السيدات.
وتشير لارا إلى أن الزعفران مدرسة دواء لا ينضب معينها، فعدا أنه يحارب أمراض الاكتئاب لاحتوائه على عناصر غذائية أساسية كالكالسيوم والحديد والفسفور، فإن مكوناته أصبحت تدخل في علاج أمراض السكري والسرطان.
مساعدة الأسر الريفية
ويعود المزارع صبح للتأكيد أن زراعة الزعفران من شأنها أن تعود على الأسر الريفية بالربح الوفير في حال إقدام المواطنين على زراعته في حدائق المنازل والمساحات البينية بين الأشجار، فهو برأيه لا يحتاج إلى مساحات واسعة نظرًا لغزارة أزهاره التي تتطلب عناية محددة، كما أن بيعه للجمهور سيحقق دخلا ماليا معتبرا بالنظر إلى الأسعار المرتفعة لهذه المادة في الأسواق.
حلويات الزعفران
ليس هذا فحسب، بل نجحت مزرعة الزعفران في التعاون مع طهاة لإنتاج حلويات شعبية محببة للجمهور، وعرضتها للبيع على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول الطاهية الفتية إليانا الرياضي إن أكثر الحلويات مبيعا هي ما بات يعرف محليًا بـ”كيكة الزعفران” التي تلقى رواجا منقطع النظير نظرًا لمذاقها ونكتها المميزة.
يشار إلى أن إيران هي الدولة الأولى عالميًا في إنتاج الزعفران إذ تنتج نحو 90% من الزعفران العالمي وتصدره إلى دول الخليج واليمن.
طموحات زراعية
ويختم المزارع صبح حديثه بالقول إن نجاحه في تكثير أزهار الزعفران سيوفر خلال نهاية العام الحالي أكثر من 20 ألف بُصيلة ستكون متاحة للمزارعين في كل المناطق بأسعار تشجيعية من أجل زيادة رقعة المساحة المخصصة لنبتة الزعفران.
كما أنه يعتزم زيادة مساحة أرضه المزروعة به إلى 10 دونمات بدلا عن 3 بعد أن ترسخت جذور الزعفران في الأردن، وهي التي تحتاج إلى 3 سنوات على الأقل لتؤتي ثمارها.الجزيرة نت