أحمد هايل
ربما شكلت استقالتي من تدريب المنتخب الأولمبي أو الرديف لكرة القدم، حادثة غير مسبوقة على الساحة المحلية، في ظل استمرار عقدي حتى نهاية العام الحالي، الأمر الذي دفع الكثيرين للتكهن بوجود “لغز” في هذه الاستقالة التي تقدمت بها، رغم سيل النصائح بعدم الإقدام عليها.
لن أتحدث في التفاصيل، ولن أتطرق للعثرات التي واجهت المنتخب الرديف، لأن رؤية المنتخب كانت واضحة منذ البداية، بل إن مسار وخطط الفريق وضعت قبل انطلاق المسيرة، وهو عمل احترافي جاء بمساعدة ومباركة من اتحاد الكرة.
لن أتطرق إلى السلبيات والعقبات، بل سأقفز إلى الإيجابيات التي من أهمها ثقة سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم بالمدرب الوطني، بدليل تعييني مديرا فنيا لمنتخب وطني نجح في اقتناص بطولة غرب آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية، وقدم مستويات جيدة في كأس آسيا، حتى لو لم يحقق النتائج المأمولة، لظروف يعرفها الجميع، تسببت في خروج ظالم للمنتخب.
نعم.. قدمت استقالتي وغادرت منصبي بكامل إرادتي، حيث جاءت هذه الخطوة لظروف أجبرتني على ذلك، ولا أحب التطرق إليها إعلاميا، ولكن الواجب يفرض علي أن أوجه الشكر لاتحاد الكرة كمؤسسة إدارية دعمتني ودعمت توجهاتي، وهذا ما لمسته من الأمين العام سمر نصار التي وفرت للمنتخب الرديف وبتوجيهات من سمو رئيس الاتحاد، المتطلبات ضمن الإمكانات المتاحة، ولم يتدخل الاتحاد يوما في الشأن الفني، وهو عمل احترافي قد يؤسس لكرة قدم أردنية أكثر تطورا وإنجازا.
بالتأكيد هناك ظروف لم تسعفني في تحقيق إنجاز يلبي طموحات الشارع الرياضي، في بطولة كأس آسيا الأخيرة، رغم الرضى عن الأداء، ولكني لست بالمدرب الذي يرغب في التحدث في هذا الأمر لكي لا يفسر ذلك باختلاق الأعذار، فالمتابع يعرف ويعي تلك الظروف، بل إنه قادر على التحدث بها بإسهاب.
الجمهور الأردني لعب دورا كبيرا في دعمي معنويا خلال رحلة قيادة المنتخب الوطني الرديف، وواصل دعمي بعد تقديم الاستقالة، وهو وسام أضعه على صدري ما حييت، فحب الجمهور لا يعوض، ولا يمكن أن أنسى فضل هذا الجمهور العاشق لكرة القدم، والعاشق لإنجازات وطنية للمنتخبات في مختلف الفئات، وهي ميزة يجب أن نستثمرها في الفترة المقبلة، لبناء منتخبات قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات.
شكرا للاتحاد الذي وثق بقدراتي من خلال تعييني مديرا فنيا، وشكرا للاعبين والجهاز الفني المعاون، وأتمنى من كل قلبي التوفيق للمنتخبات في قادم الأيام، كما أتمنى التوفيق للمدرب المحلي الذي يملك إمكانات فنية تؤهلة للتفوق في ظل ما يملكه من مؤهلات علمية وعملية.