أبايدن مهلا بعض هذا التدلل( لمن يقرأ )

16 يوليو 2022
أبايدن مهلا بعض هذا التدلل( لمن يقرأ )

بقلم: سهل الزواهره

حَطَّ شيخ مشايخ الأطلسي رِكابه الهرمة في ديارنا اللاعامرة بزيارة عُلِّقت عليها آمال و نُسجت في سبيلها أماني ، كل أمنية تخضع للهوى و النزق الخاص ، بدأها من الدويلة المسخ بأسارير منفرجة و حماس لا نظير له فكأن الرجل لا زال في واشنطنه العتيدة ، فغنى و طرب و صرح و أكد على حقيقة قالها أسلافه من قبل : “إسرائيل حجر الزاوية في كلِّ أمر و هي فوق كل اعتبار “، و إذا ضربنا نضرب دفاعا عنها و تمكينًا لها و اذا سالمنا فهي الأُس و الأساس، أما ما دونها فهي مُتغيرات رخيصة و لا بأس في ترتيبها تقديمًا و تأخيرًا ضحكًا على الذقون و العروش …
و عانقت تل أبيب جدة و حطت قافلة البايدن في ارض قلقة لتجتمع بنفوس اشد قلقا على مصائرهم ، و عين الزائر على الأرض و ما تحتها و كيف يساهم ذلك في تمكين الدويلة المسخ من ناحية و الحفاظ على رفاه الإنسان الأمريكي من ناحية أُخرى و ضمان النواصي العربية في يدهم في أي صراع مع غول الصين المتعاظم ، و انطلق الإعلام الأعرج لمنح صكوك البطولة لهذا الفارس و ذاك تحت عبارات التحدي و الترجمة المعاقة ، متناسين أن استغباء الشعوب و الإستثمار في التعمية عليهم أمر تجاوزه الزمان و المكان فلم يعد للأقنعة أو فتاوي الديلفري من سوق أو رواج ، فالملامح لا تكذب و الأعين التي تدور لن تستطيع التلبيس على أقل أهل الأرض فطنة ، فالوصي معلوم و التوابع ليس لحيلهم ما ظهر منها وما بطن و لا فضائياتهم من سبيل إلا التسليم بالوصاية و انتظار المصير و مقدار ما يبذلون في سبيل تحسين ذلك المصير لا أكثر ….
إيران لم و لن تغيب عن تلك الزيارة و لكن فقط تحت منطق الثلاثية المقدسة ” صين ، إسرائيل ، نفط ” و إذا توهم أهل الديار أن عمهم سام سيحارب و ينافح فداء لعيونهم السوداء فهم في واد غير الواد الذي يستجم به البايدن و حزبه ، لا قيمة لأمنكم و رفاهكم و حتى بقاءكم ، المهم نفطكم و ولائكم و تطبيعكم و وقع موسيقى جيوبكم في آذاننا فإذا ضمنت إيران ذلك فمرحبًا بولاية الفقيه تحت قاعدة قبول إسرائيل شريكا مضاربا …
للاسف لا يدرك العرب أنهم في الميزان كريشة بلا أثر و اضح و بتأثير لا يكاد يبين ، و لا لوم في ذلك إلا على أنظمتهم الأنانية التي انزلتهم منازل التابع الملهوف و هي ذات الأنظمة التي استثمرت في كل عناصر الدنيا عدا شعوبها فتغافلت عن الضمانة الوحيدة للسيادة الحقيقية و تعاملت معها باستعلاء و احتكار ، لم يقرأوا التاريخ و لم تعظهم عهود قريبة تخلى فيها الوصي عن اشباههم في ليلة ليس فيها ضوء قمر و تركها لمصيرها بين لعنتين لعنة التاريخ و لعنة الشعوب …
قديما قالوا ” العاقل من يتعظ بغيره ” لكن قومنا لم يفقهوا هذا القول و لم يدر بخلدهم لو للحظة أنه لا أمن و لا سيادة لتابع و لو ملك كل ذهب الدنيا و جير كل فتاوي الآخرة لشرعنة نفسه و حاشيته و أشياعه ، تناسوا أن أسوأ أنواع الحكم هو ذلك الذي يستمد شرعيته من عدوه الذي يتعاكس معه في كل شيء و رغم ذلك يتم غض البصر عن ذلك و تبقى أذهانهم مركزة ساكنة على أمر واحد لا ثاني له (البقاء في السلطة) تلك العبارة التي باسمها تباع الديار و يزور التاريخ و يصادر المستقبل) .
فيا بايدن مهلًا بعض هذا التدلل و قليلًا من احترام لإمور تعلمها عنا و أمور تجهلها ، و لا يغرنك واقعنا الآيل للسقوط ، فنحن أمة كبيرة العدد بالغة الثراء لنا تاريخ ضارب في الجذور و في كل مرة يظن فيها أهل البغي أنهم ملكوها تتفلت منهم تفلت الماء من الأنامل لتعود إلى الأرض راوية بذور عزة سرعان ما تنطلق أغصانها باسقة تباري الشمس و تظلل بأوراقها العتيقة الدنيا و تجبر صبيان العالم إلى الجلوس في مقاعد ضيقة لتتعلم قواعد طول النفس و الصبر الذي يعقبه رفعة و نصر ….