الكشف عن مجزرة إسرائيلية ضد جنود مصريين عام 1967

8 يوليو 2022
الكشف عن مجزرة إسرائيلية ضد جنود مصريين عام 1967

وطنا اليوم:كشفت صحيفة عبرية، الجمعة، عن مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 1967، ضد “قوة مصرية مختارة”.
وأوضحت “هآرتس” في تقرير من إعداد آدم راز، أن هناك “قضية مشتعلة أشغلت أعضاء الكيبوتس (مستوطنة زراعية وعسكرية) في صيف 1967، وهي ما العمل في القبر الجماعي الكبير الذي تم حفره في تلك الفترة تحت الأرض التي قام الكيبوتس بفلاحتها”.
ونوهت إلى تحقيق قام بتنفيذه “ملحق هآرتس” ومعهد “عكفوت” مؤخرا، “كشف أن جهات في المستويات العليا جدا في الحكومة وفي الجيش لم تتطلع على كل القصة، ضمن أمور أخرى، بسبب الرقابة المتشددة التي تم فرضها عليها لعشرات السنين، وبعض ممن عرف بالقصة رفض التطرق لها”.
وأضافت: “الآن سمح بالحديث بأنه تم دفن في أراضي نحشون، عشرات من جنود الكوماندوز المصريين واحد بجانب الآخر، من الذين قتلوا في حرب 1967”.
وتابعت: “هم ما زالوا مدفونين هناك، كما يبدو تحت الساحة التي استخدمت منذ بداية القرن العشرين كمنطقة جذب للسياحة”.
وحول أسباب وجود الجنود المصريين في تلك المنطقة، أشار الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كان قد وقّع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد قال ميلمان: “نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون، التي كانت آنذاك أرضا حراما، كانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة”.
وتقع اللطرون على الطريق الواصل بين القدس ويافا، وتبعد نحو 25 كيلومترا غرب مدينة القدس، وعقب حرب عام 1948، تم الاتفاق بين إسرائيل والأردن على جعلها منطقة محرمة.
وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل اللطرون، وضمتها، وهي اليوم من ضواحي غرب مدينة القدس.
وأضاف ميلمان، موردا تفاصيل ما جرى: “وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني)؛ هرب بعض الجنود المصريين، والبعض أُخذوا كأسرى، وقاتل البعض بشجاعة”.
وتابع: “عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف”.
وأكمل ميلمان: “مات ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأدغال”.
ونقل الصحفي الإسرائيلي عن زين بلوخ (90 عاما) الذي كان في ذلك الوقت القائد العسكري لكيبوتس نحشون، (كيبوتس يساري) قوله: “لقد انتشر الحريق سريعا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب”.
وأضاف مواصلا النقل عن بلوخ: “في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث، وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة”.
وتابع ميلمان: “بلوخ وبعض أعضاء (كيبوتس) نحشون شاهدوا برعب الجنود (الإسرائيليين) ينهبون ممتلكاتهم الشخصية (للمصريين)، ويتركون المقبرة الجماعية بدون علامات”.
وأكمل الصحفي الإسرائيلي: “الآن، وبعد رفع الرقابة العسكرية، يضيف بلوخ أن حجاب الصمت يناسب الجميع؛ القلة الذين عرفوا لم يرغبوا في الحديث عنه؛ شعرنا بالخجل؛ ولكن قبل كل شيء كان قرار الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب”.
وأشار ميلمان في تغريدات له إلى إن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية، تحذف “مأساة اللطرون من سجلاتها”.
ولم يُصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعقيبا فوريا على ما ذكره ميلمان.
وفي حرب 1967، لم تنجح الجيوش العربية في هزيمة الاحتلال الذي احتل إثر ذلك الضفة الغربية، بما فيها شرق مدينة القدس (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.

لا تعليق من مصر

من جهتها، رفضت السفارة المصرية لدى الاحتلال الإسرائيلي، التعليق على كشف وسائل الإعلام العبرية عن مجزرة بشعة ضد قوة مختارة تابعة للجيش المصري في حرب 1967.