بوتين يتحدى الغرب:ما نفعله في أوكرانيا مجرد بداية

8 يوليو 2022
بوتين يتحدى الغرب:ما نفعله في أوكرانيا مجرد بداية

وطنا اليوم:تحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 7 يوليو/تموز 2022، الغرب بمحاولة هزيمة الروس في ساحة المعركة بأوكرانيا، مؤكداً أن ما تفعله روسيا هناك “مجرد بداية فقط”.
يأتي ذلك بعد مضي أكثر من شهور على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، في حين اعتبر بوتين أن الآمال في إجراء أي مفاوضات تتضاءل كلما طال أمد الصراع، مضيفاً: “معركتنا في أوكرانيا بدأت للتو”.
تصريحات بوتين التي جاءت في خطاب متشدد أمام قادة برلمانيين، تحدى فيها الغرب بطريقة تهكمية: “نسمع اليوم أنهم يريدون هزيمتنا في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ دعهم يحاولوا!”.
وأضاف: “سمعنا في مرات عديدة أن الغرب يريد قتالنا حتى آخر أوكراني. إنها مأساة للشعب الأوكراني، لكن يبدو أن كل شيء يسير في هذا الاتجاه”، مردفاً: “يجب أن يعلم الجميع أننا لم نبدأ أي شيء بالطاقة القصوى حتى الآن”.
وتتهم روسيا الغرب بشن حرب بالوكالة ضدها عن طريق ضرب اقتصادها بالعقوبات وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة المتطورة.

“لا نرفض المحادثات”
وعلى الرغم من أنه لا يحمل آمالاً إزاء المفاوضات، فإن بوتين أشار في الوقت نفسه إلى إمكانية إجراء مفاوضات.
وفي السياق، قال الرئيس الروسي: “في الوقت نفسه، نحن لا نرفض محادثات السلام. لكن أولئك الذين يرفضونها، يجب أن يعلموا أنه كلما طال أمد (الحرب) سيكون من الصعب عليهم التفاوض معنا”.
تعتبر هذه أول إشارة منذ عدة أسابيع إلى اللجوء للدبلوماسية بعد تصريحات متكررة من موسكو بأن المفاوضات مع كييف انهارت تماماً.
منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، استولت القوات الروسية على مساحات شاسعة من الأراضي ومن بينها منطقة لوغانسك بشرق البلاد التي سيطرت عليها تماماً الأحد الماضي.
لكنّ تقدم روسيا كان أبطأ بكثير مما توقعه العديد من المحللين، كما تعرضت القوات الروسية لانتكاسة في أولى محاولاتها الاستيلاء على العاصمة كييف ومدينة خاركيف.

بوتين يحاول تجاوز آثار الحرب
على صعيد آخر، كانت صحيفة New York Times الأمريكية ذكرت مطلع يوليو/تموز الجاري، أن الغرب بدأ يشاهد بوتين الجديد يظهر في يونيو/حزيران بمظهرٍ يشبه صورته ما قبل الحرب، حيث بدا هادئاً، وحليماً، وواثقاً بنفسه.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك كان عكس مظهر بوتين في الأيام الأولى للحرب، حيث بدا متوتراً وغاضباً وقد قضى أياماً طوالاً بعيداً عن الساحة العامة، وهدد الغرب بالضربات النووية، بل صبّ غضبه على المناهضين للحرب، ووصفهم بـ”الحثالة”.
وفي 29 يونيو/حزيران الماضي، نُشرت مشاهد لبوتين وهو “يتبختر” مبتسماً بطول مدرج مطار مشمس في تركمانستان، ليخلع سترة بدلته قبل أن يدلف إلى سيارته الليموزين المصفحة روسية الصنع، ويتوجه بعدها إلى اجتماع قمة دول بحر قزوين الخمس.
وتُعتبر الرحلة أحدث خطوات تحوُّل بوتين الأوسع، الذي بدأت معالمه تتضح في الأسابيع الأخيرة؛ إذ يُبرز تحوله خروجاً من وضعية أزمة الحرب وعودةً إلى هالة “الزعيم الأبوي الهادئ”، الذي يحمي الروس من أخطار العالم الخارجي، بحسب وصف “نيويورك تايمز”.
وأضافت أن هذا يشير إلى أن بوتين يرى أنه نجح في إضفاء الاستقرار على جهود الحرب والاقتصاد والنظام السياسي وحتى الاقتصادي، بعد إخفاقات روسيا العسكرية الأولية وسيل العقوبات الغربية