صاحب المركز الأول بمسابقة القرآن يحكي كواليس فوزه

24 يونيو 2022
صاحب المركز الأول بمسابقة القرآن يحكي كواليس فوزه

وطنا اليوم:من بلدة جميلة هادئة، وفي أعلى منطقة من لواء كفرنجة تحيط بها الجبال من ثلاث جهات، لمع الفتى محمد نوح العنانزة، الذي حاز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم في إثيوبيا.
يعيش العنانزة في شقة متواضعة داخل مجمع سكني قديم البناء مع أقربائه من أعمامه، فحينما تدخل إلى كفرنجة فإنّك تنسى تماماً الحياة المدنية، وترى بساطة وتواضع سكانها وطيب النفس من كل حدب وصوب، بعيداً عن صخب المدن وضجيجها الدائم.
من هذه البيئة الهادئة بدأ العنانزة، وهو في عمر الـ11، رحلة حفظ القرآن في مركز سعد بن معاذ القرآني ببلدة كفرنجة الواقعة في محافظة عجلون شمال الأردن، ليتمكن من حفظ القرآن كاملاً في عامين فقط.
يقول العنانزة إنه كان متخوفاً من فكرة تصنيفه كمتدين بعد حفظ القرآن بسبب نظرة المجتمع إلى فئة من المتدينين على أنهم متشددون، إلا أن مخاوفه تبدلت. يضيف “شعرت بطمأنينة كبيرة بعد حفظ القرآن، خاصة حين انطلقت في رحلة عمرة عام 2016، وبعدها قررت أن أكون نموذجاً جيداً للمتدينين وليس شرطاً أن تستمر الصورة الذهنية عنهم بأنهم متشددون”.

تتلمذ على يد 3 مشايخ وحصل المركز الأول بمسابقة القرآن

تتلمذ العنانزة على يد 3 مشايخ، هم أنس المدني، وضياء المغربي وعمر الشويات – المشرف العام على مركز سعد بن معاذ القرآني، فقد كان بمثابة الشيخ الموجِّه والأب الروحي له كما يقول.
يشير الشاب في حديثه “كان أمامي هدف واحد بعد أن تغيرت نظرتي إلى الحياة، وهو أن أعيش مطبِّقاً لأحكام القرآن وأجعله موجهاً لحياتي كلها، الشيخ عمر الشويات، وهو المشرف العام على مركز سعد بن معاذ، ساعدني بشكل كبير على تنظيم وقتي والوصول للهدف الذي كنت أريد تحقيقه في ختم القرآن”.
وعن المسابقة يقول العنانزة إنه أُخطر بها ثاني أيام عيد الفطر، فقد اتصلت به الإدارة وأخبرته أنه وقع عليه الاختيار للمشاركة في المسابقة الدولة في إثيوبيا، الأمر الذي فاجأه وجعله يفكر إذ تزامن ميعاد المسابقة مع موعد امتحاناته النهائية.
لكنه حسم قراره أخيراً بالمشاركة، يضيف “وضع لي الشيخ عمر برنامجاً أولياً ليتناغم مع دراستي، وأستطيع من خلاله أن أجمع بين الدراسة والحفظ لضبط القرآن الكريم حفظاً وتلاوةً، وقبل المسابقة بأيام وضع لي برنامجاً مكثفاً للمراجعة.
ويحتفي العنانزة بالجائزة التي حصدها مؤخراً، والتي لم تكن هي الجائزة الوحيدة التي حصدها، إذ حصد قبلها جائزة المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن الكريم لمدة ثلاث مرات على التوالي.