خبراء لا يستبعدون انتقال «جدري القردة» عبر الهواء

14 يونيو 2022
خبراء لا يستبعدون انتقال «جدري القردة» عبر الهواء

 

وطنا اليوم –   بعد يوم واحد من توصية نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأميركا، تتعلق بأهمية ارتداء القناع للمسافرين الراغبين في حماية أنفسهم من «جدري القردة»، تم حذف التوصية الأسبوع الماضي، وقالت الوكالة الأميركية في بيان «تم إزالة توصية القناع من الإرشادات الخاصة بالوقاية من (جدري القردة) أثناء السفر؛ لأنها تسببت في حدوث ارتباك».

الارتباك الذي كانت تعنية الوكالة الأميركية في بيانها، هو ما حدث من تفسير لهذه التوصية بأنها دليل على وجود حقائق تتعلق بإمكانية انتقال الفيروس المسبب للمرض عبر الهواء مثل، الفيروس المسبب لـ«كوفيد – 19»، فهل حذف التوصية ينفي إمكانية حدوث ذلك؟

أغلب الخبراء اتفقوا في الإجابة عن هذا السؤال على أن الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هو الاتصال الوثيق مع شخص مصاب به؛ لذلك لا تزال الوكالة الأميركية تقول في توصياتها، إنه في البلدان التي ينتشر فيها «جدري القردة»، يجب على «جهات الاتصال المنزلية والعاملين في مجال الرعاية الصحية» التفكير في ارتداء الأقنعة، وينطبق هذا المبدأ التوجيهي أيضاً على «الأشخاص الآخرين الذين قد يكونون على اتصال وثيق بشخص تم تأكيد إصابته بجدري القردة».

وإذا كان الاتصال الوثيق هو الوسيلة الأساسية، فإن الخبراء يرون، أنه ليس معنى حذف الوكالة الأميركية توصية القناع عند السفر، هو استبعاد الانتقال عبر الهواء، فلا يزال هذا الاحتمال قائماً وإن كانت لا توجد تقديرات مؤكدة بشأن مدى إسهامه.

ومنذ 13 مايو (أيار) الماضي، عندما تم الإبلاغ عن الحالة الأولى في تفشي المرض، تم تشخيص أكثر من ألف شخص في 31 دولة بالفيروس، ويتم التحقيق في ألف حالة أخرى على الأقل.

في التفشيات السابقة، تم الإبلاغ عن غالبية الحالات في أولئك الذين كانوا على اتصال وثيق مع مريض أو حيوان مصاب، لكن في بعض الحالات، كان الانتقال الجوي هو التفسير الوحيد للعدوى؛ وهو ما جعل الخبراء يؤكدون على عدم إغفال هذه الأداة.

يقول دونالد ميلتون، خبير الفيروسات في جامعة ماريلاند الأميركية، في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 7 يونيو (حزيران) الحالي «يُفترض أن يتصرف (جدري القردة) إلى حد كبير مثل ابن عمه الفيروسي، الجدري، وفي مراجعة عام 2012 لانتقال الجدري، تم وصف حالات عدة لانتقال العدوى عبر الهواء».

ومن الحالات التي أشار لها ميلتون، هي إصابة مريض في مستشفى بنيويورك بالجدري عام 1947، نتيجة العدوى من مريض آخر، كان على ما يبدو على بعد سبعة طوابق في المستشفى، ثم عام 1970، أصاب مريض واحد أشخاصاً آخرين عدة في ثلاثة طوابق بمستشفى في ميشيد بألمانيا، بمساعدة التيارات الهوائية في المبنى.