وطنا اليوم:اهتزت مدينة كريسيوما الساحلية الصغيرة في جنوب البرازيل، يوم الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، على وقع انفجارات وإطلاق نار كثيف، استمر إلى غاية فجر الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول، عندما اقتحمت عصابة من اللصوص المدججين بالسلاح أحد البنوك، ثم احتجزوا رهائن بداخله، وأطلقوا النيران عشوائياً لإبعاد الشرطة عن المكان.
وفق تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول، فإن المجموعة المكونة من نحو 30 مسلحاً، نجحت في سرقة مبلغ غير معلوم من المال من أحد فروع بنك “بنكو دو برازيل” في وسط المدينة، قبل أن تضطر إلى ترك كميات كبيرة من الأوراق النقدية متناثرة بشوارع المدينة في أثناء فرارهم من مكان الحادث.
تفاصيل ليلة الرعب
يقول أندريه ميلانيز، قائد الشرطة في مدينة كريسيوما، إنها “كانت ليلة مليئة بالرعب. لقد كان وسط المدينة أشبه بساحة معركة، حيث أُطلق أكثر من ألف رصاصة في جميع أنحاء وسط المدينة”.
كما سجل سكان محليون مقاطع فيديو عُرضت على شبكات إخبارية برازيلية، أظهرت المهاجمين الذين كانوا يرتدون الأقنعة وملابس سوداء ويحملون بنادق آلية في أيديهم. فيما أُصيب شرطي وحارس بنك في الهجوم، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى.
أحد الشهود، وهي بائعة في متجر ملابس يقع بوسط مدينة كريسيوما، حيث موقع الحادث، قالت: “لقد حطّم الرصاص نوافذ العديد من المتاجر، وكنا في رعبٍ حقاً”.
على الجانب الآخر، نفّذ اللصوص عمليتهم في أقل من ساعتين بقليل، قبل أن ينشروا الذعر خلال محاولة هروبهم في المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة وتقع بولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، قرب منتصف ليل الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني. وأشارت الشرطة المحلية إلى أن العصابة أخذت مجموعة من عمال البلدية الذين كانوا يرسمون لافتات في شارع قريب كدروعٍ بشرية لهم في أثناء اقتحامهم البنك.
مواجهات عنيفة
قائد الشرطة ميلانيز صرح أيضاً بأن بعض أفراد العصابة بدأوا في إطلاق النار من أسلحتهم عشوائياً، في حين قام آخرون بتركيب قنابل معدة لتفجير أبواب وجدران البنك.
كما أوضح أن الشرطة اختارت التمهل في الهجوم؛ لتجنب مواجهة مسلحة في وسط المدينة المكتظ بالسكان. وأشار ميلانيز إلى أنه لا يعتقد أن المهاجمين كانوا من سانتا كاتارينا، وهي إحدى الولايات المزدهرة في جنوب البرازيل.
بالعودة إلى الواقعة، توقف اللصوص عن إطلاق النار وفروا نحو الساعة 1:45 من صباح يوم الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول، في عدة سيارات كانت بانتظارهم على بعد أميال قليلة إلى بلدة نوفا فينزا. وقالت الشرطة إنها لا تعرف إلى أين ذهبوا من هناك.
مع ذلك فإن قوات الشرطة غير متأكدة مما إذا كانت الأوراق النقدية المتناثرة في الشوارع بعد فرار اللصوص قد تُركت عن قصد أم لا، لكنها ألقت القبض على أربعة من سكان كريسيوما بتهمة الاستيلاء على ما يقرب من 190 ألف دولار من تلك الأموال المتناثرة.
أموال مبعثرة ومتفجرات
وسرعان ما اكتشفت الشرطة أن المهاجمين كانوا قد وضعوا متفجرات في أنحاء أخرى من المدينة، على ما يبدو لتشتيت انتباه الشرطة. وقد وصلت فرقة متفجرات من مدينة فلوريانوبوليس، عاصمة ولاية سانتا كاتارينا، للتعامل مع تلك القنابل وإبطال مفعولها.
من جهة أخرى، أدى الحصار الذي فرضه اللصوص على البنك الواقع في قلب المدينة إلى زعزعة الهدوء المعتاد في المدينة الساكنة، التي تقول الشرطة إنها لم تسجّل سوى ثماني جرائم قتل فقط في عام 2020. لكن بحلول صباح الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول، عاد عمال المدينة إلى وظائفهم وعادت الحياة إلى طبيعتها، حسبما قال ميلانيز.
يُذكر أن عملية السطو جاءت شبيهة بهجوم سابق وقع في ولاية ساو باولو في شهر يوليو/تموز الماضي. وفي عملية السرقة تلك، دخل نحو 40 مسلحاً مدينة بوتوكاتو التابعة لولاية ساو باولو في منتصف الليل، واستخدموا المتفجرات لاقتحام ثلاثة بنوك مختلفة واحتجزوا رهائن أيضاً، وفقاً لتقارير محلية. وقد أسفرت هذه العملية عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة العسكرية في تبادلٍ لإطلاق النار مع اللصوص في ذلك الهجوم، وقُتل أحد المشتبه بهم بالرصاص.