“ضجيج رسمي” ضمن سردية حكومية غير مفهومة وتصدع العلاقة بين الطاقم والشارع

9 يونيو 2022
“ضجيج رسمي” ضمن سردية حكومية غير مفهومة وتصدع العلاقة بين الطاقم والشارع

نضال ابوزيد

#مدير التحرير وطنا اليوم الاخباري

في ظل التخبط في الخطاب الرسمي الذي خلق حالة من الإستهجان التواصلي محلياً ، يبدو أن المشهد الحكومي يكتنفه حالة من التوهان وعدم القدرة على ضبط البوصلة و توجيه المسار ، حيث تصريح مستهجن لوزير الداخلية مازن الفراية عصف بمواقع التواصل الاجتماعي عشية إعلان رفع اسعار المحروقات أكد فيه الفراية أن الاردن سيشهد 4 رفعات متتالية ، الأمر الذي أعتبره مراقبون تصريح متناقض مع مسار وثيقة الاصلاح الاقتصادي التي تم الاعلان عنها قبل ساعات من تصريحات الفراية .

فيما تصريح آخر سبق تصريح الفراية تعلق هذه المرة بالحالة الأمنية وبالتحديد على الحدود الاردنية السورية تناولته وسائل الإعلام المحلية بعمق وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بين مستهجن للتصريح وبين متخوف من أن يكون ماورد فيه صحيحاً.

ثمة حالة من الترقب تسود الشارع فرضتها التصريحات الرسمية  السابقة والتي تعلقت بالحالة الاقتصادية والحالة الامنية معاً وهي المحاور الأكثر حساسية في كيمياء المجتمع الاردني، حيث التصريح الأول جاء على لسان مدير الاعلام العسكري ترك الشارع في فضاء التقييم والتحليل الى ماستؤول اليه الاحداث في المشهد الامني، فيما يبدو ان مطبخ القرار الأردني التقط الإشارة وسارع الى التهدئة بدلاً من التصعيد والاستفزاز الذي فرضته تصريحات رسمية حول ماوصف بحرب المخدرات على الحدود الاردنية السورية مع المليشيات الشيعية، والمفارقة الاكبر كانت ان التصريح جاء خلال زيارة كان يقوم بها زعيم التيار الشيعي في العراق عمار الحكيم الى الاردن، الامر الذي يُفسر قيام الخارجية الاردنية مساء الاربعاء بتعزية الجانب الإيراني بضحايا حادث القطار في إيران والذي يمكن أعتباره نوعاً من ترطيب الاجواء او خطوة باتجاه فلترة العلاقات بين عمان وطهران بعد حالة التشنج التي تركتها تصريحات سابقة ادت على مايبدو الى توتير العلاقات المتوترة اصلا مع ايران ووكلائها.

اذا ثمة حالة من التخبط في مشهد التصريحات الرسمية غاب عنها كلياً الناطق الرسمي فيصل الشبول الذي من المفترض ان يتولى منصتها وينسق عباراتها، وغاب ايضاً عن تفسيرها الجانب الحكومي ما خلق حالة اجتماعية يبدو انها بدأت تُفرخ وتتوالد وتنمو ضمن نطاق تواصلي تستشعره مجسات الدولة وتحاول التعامل معه بحذر، قبل أن يؤدي إلى تصدع  أكثر واكبر في العلاقة بين الرسمي والشعبي، الأمر الذي يتطلب أو قد يفرض إعادة تشكيل المشهد الرسمي الأردني من خلال كابينة وزارية إقتصادية تتماشى مع مخرجات الورشة الاقتصادية، برأس سياسي يتماشى أيضاً مع مخرجات لجنة الاصلاح السياسي قادر على التناغم مع مخرجات اللجنتين معاً الاقتصادية والسياسية، وتلك هي المهمة الاصعب، ولكنه الحل الامثل، فيما يبدو أن هذا الخيار قد يتم عقب حراك دبلوماسي تشهده العاصمة عمان يتمثل بزيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وزيارة أخرى للرئيس الامريكي بايدن، إذا محلياً على مايبدو ذيل حزيران ساخن ويبقى تموز أسخن في ظل مؤشرات شعبية سلبية، مما يعني بأن فرصة سردية الخطاب الرسمي حتى وإن كان منطقي، فانه لا يخدم الرواية المطلوبة حكومياً بقدر ما يخدم قوى تواصلية تنمو وتكبر ويشتد عودها.