نص خطبة الجمعة ليوم غداً

2 يونيو 2022
نص خطبة الجمعة ليوم غداً

 

وطنا اليوم – اعلنت وزارة الاوقاف بان خطبة الجمعة ليوم غدا ستكون تحت عنوان القدوة الصالحة ودورها في رقيّ المجتمع تالياً نصها

خطبة يوم الجمعة الموافق 03-06-2022م

الْحَمْدَ لِلَّهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، نحمده ونستعينه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة حق تنجينا من عذاب أليم ، عليها نحيا وعليها نموت ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

الاقتداء هو المتابعة والتأسي والامتثال، فينبغي للمسلم أن يكون مقتدياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته؛ لأنه أكمل الخلق وأحسنهم حالاً وأرفعهم مقاماً.
ينبغي للمسلم أن يكون قدوة صالحة لغيره بأقواله وأفعاله وأخلاقه بحسب قدره ومكانته، فالآباء قدوة للأبناء في كل ما يقومون به، والمعلمون في مدارسهم قدوة لطلابهم، والمسؤول في وظيفته قدوةٌ لمن يشرف عليهم في العمل.
القدوة الحسنة هي المثال العملي التي تثير في نفس الإنسان علو الهمّة والميل إلى كل خير، وتُعطي الآخرين قناعة بأنّ بلوغ المعالي من الفضائل والأعمال الصالحة من الأمور الممكنة.
المداومة على ذكر الله تعالى والإكثار من الدعاء والاستغفار، والتضرع إلى الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوء ومكروه.

سلك الإسلام في هداية الناس منهج التربية العملية، من خلال القدوة الحسنة لما لها من قوة تأثير باعتبارها مثالاً عملياً حياً على اتباع منهج الله سبحانه وتعالى، فالقدوة تعني اتباع المثل الأعلى في الحياة، ومن لم يتخذ له قدوةً صالحة في الحياة، ومثلاً أعلى من أهل الإحسان والصلاح، سيقوده أهل الفساد إلى طريق الزلل واتباع الشهوات، وسيصبح عنصر خطر في المجتمع يستنزف أمنه واستقراره.
أرسل الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأحسن الأخلاق وأكملها ليكونوا القدوة الحسنة للناس، فيصلح بذلك المجتمع، ويرتقي الإنسان، ويعم الخير والسلام، ونحن قدوتنا الحسنة، ومثالنا الأعلى هو نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله تعالى باتباعه والاقتداء به في قوله وعمله وخلقه لأنه أكمل الخلق وأحسنهم حالاً وأرفعهم مقاماً.
المُسلم مطالب بالاجتهاد ليكون قدوة حسنة بأقواله وأفعاله بين الناس فيصبح عنصراً فاعلاً ومصلحاً في المجتمع، ومن واجب المسؤولية على كل أبٍ وأم أو مربٍ أو مُعلم أو مسؤول، أن يقدموا للأبناء والمتعلمين النماذج الصالحة من القدوات في تاريخ أمتنا.
من آثار التربية بالقدوة الحسنة أنها تغرس الروح الجماعية والتعاون في إنجاز الأعمال والمهام؛ فالجميع يقتدون بشخص هو المثال الحيّ والإنموذج الأعلى في البذل والعطاء والتضحية والفداء، وعندما أحب الناس القدوة الأولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ قام المجتمع الإسلامي الفريد، مجتمع البذل والعطاء، كل فرد فيه يشكل أمة؛ لأنه تربى على التوجيهات السامية الكريمة والأخلاق العالية الرفيعة.
من تنكب عن المنهج القويم والطريق المستقيم، واتخذ من أهل المعاصي وطريق الشيطان قدوة له في الدنيا، اتباعاً لشهواته، فإن مصيره إلى الندم والخسارة في الدنيا والآخرة، وسيحمل وزره، ووزر من اتبعه وعمل بعمله، ثم تأتي هذه الذنوب والمعاصي في صحيفة أعماله يوم القيامة حتى يلقى مصيره المحتوم بانتظاره.
أنار الله سبحانه وتعالى حياة الناس بأنوار الإيمان فهذّب أخلاق المؤمنين، وأشرقت عقولهم وقلوبهم بضياء العِلم والقيم الصالحة، وقد سلك في ذلك منهج التربية العملية، من خلال القدوة الحسنة لما لها من قوة تأثير باعتبارها مثالاً عملياً حياً على اتباع منهج الله سبحانه وتعالى، فالقدوة تعني اتباع المثل الأعلى في الحياة، ومن لم يتخذ له قدوةً صالحة في الحياة، ومثلاً أعلى من أهل الإحسان والصلاح، فإن الشيطان سيجد له مرتعاً في نفسه، وسيحتنكه ويقوده إلى طريق الغيّ والضلال، يقول تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء: 62، وسيقوده أهل الفساد إلى طريق الزلل واتباع الشهوات، وسينعكس شرّه وضرره على المُجتمع بهدم بنيانه وأركانه، وعلى أسرته بتفتيت أواصرها، وتقطيع أرحامها، وسيصبح عنصر خطر في المجتمع يستنزف أمنه واستقراره.
لأجل ذلك أرسل الله تعالى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بأحسن الأخلاق وأكملها ليكونوا هم القدوة للناس، فيصلح بذلك المجتمع، ويرتقي الإنسان، ويعم الخير والسلام، يقول تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام: 90، ونحن قدوتنا الحسنة، ومثالنا الأعلى هو نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله تعالى باتباعه والاقتداء به في قوله وعمله وخلقه لأنه أكمل الخلق وأحسنهم حالاً وأرفعهم مقاماً، قال الله تعالى: ﴿لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب: 21.
فمن اقتفى أثر النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى بهديه وسنته وأخلاقه، فإنه سيرتقي إلى أعلى درجات الكمال، وسيصلح به المجتمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم استطاع بعظيم خُلقه أن يخرج لنا جيلاً عظيماً من الصحابة الكرام، الذين تحملوا أمانة الدين، وفتحوا البلاد شرقاً وغرباً، وكانوا خير إنموذج وقدوة لمن بعدهم؛ لأن نورهم مُستمد من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخلاقهم مقتبسةٌ من أخلاقه، وهو الذي مدحه ربه عز وجل، وزكاه في أخلاقه وجميع صفاته فقال سبحانه وتعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم: 4، فكان خير قدوة للعالمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ» صحيح مسلم.
وكذلك فإن الإنسان مطالب بالاجتهاد ليكون قدوة حسنة بأقواله وأفعاله للناس ليصبح عنصراً فاعلاً ومصلحاً في المجتمع ، وقد أخبر الله تعالى بأن هذا من صفات المؤمنين، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا، خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) الفرقان: 74-76، فالآباء والامهات قدوة للأبناء في كل ما يقومون به، والولد مرآة أبيه، فينبغي أن يكون تعامل الوالدين مع الأبناء بصدق وإخلاص ومحبة، والمعلمون في مدارسهم قدوة لطلابهم، فهم المربون بُناة الأجيال، لذلك يجب أن يكونوا هم المثل الأعلى في كل خير وصلاح
ومن واجب المسؤولية على كل أبٍ أو أم أو مربٍ أو مُعلم أو مسؤول، أن يقدموا للأبناء والمتعلمين النماذج الصالحة من القدوات في تاريخ أمتنا، كأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الرحمة والرِفق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في العدل، وعثمان بن عفان رضي الله عنه في الجود والكرم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في الشجاعة والعِلم، وكسائر الصحابة في الإيمان والهُدى، وعلى رأس كل هؤلاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كمال عبادته، وحُسن خلقه وتعامله مع أهله وأسرته وصحابته والناس أجمعين.
ولا بد أن نقدم لأبنائنا نماذجاً مُشرقة في تاريخ أمتنا كصلاح الدين الأيوبي، الذي أقسم ألا يبتسم حتى يحرر المسجد الأقصى المبارك، فكان له ذلك بعلو همته واجتهاده، فهذه النماذج العظيمة هي ما ينبغي أن يطمح إليها شباب الأمة، وبذلك نحافظ على عقولهم من الانجراف وراء نماذج وهمية تقدمها لهم أفلام السينما، أو نماج هابطة في الفكر والثقافة والأخلاق تبث سمومها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الشهرة والمكاسب المادية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:  «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته» صحيح البخاري.
ومن آثار التربية بالقدوة الحسنة أنها تغرس الروح الجماعية والتعاون في إنجاز الأعمال والمهام؛ فالجميع يقتدون بشخص هو المثال الحيّ والنموذج الأعلى في البذل والعطاء والتضحية والفداء، وعندما أحب الناس القدوة الأولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ قام المجتمع الإسلامي الفريد، مجتمع البذل والعطاء، مجتمعٌ كل فرد فيه يشكل أمة، لأنه تربى على التوجيهات السامية الكريمة والأخلاق العالية الرفيعة.

*الخطبة الثانية :*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران : 102.

*عباد الله :* إن من تنكب عن المنهج القويم والطريق المستقيم، واتخذ من أهل المعاصي وطريق الشيطان قدوة له في الدنيا، اتباعاً لشهواته، فإن مصيره إلى الندم والخسارة في الدنيا والآخرة، وسيحمل وزره، ووزر من اتبعه وعمل بعمله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» صحيح مسلم، ثم تأتي هذه الذنوب والمعاصي في صحيفة أعماله يوم القيامة حتى يلقى مصيره يوم القيامة ، يقول تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ، إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) البقرة: 165-167.

*سائلين الله تعالى أن يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله وأن يوفقهما لما فيه خير العباد والبلاد ، إنه سميع مجيب*
*والحمد لله رب العالمين*