خُصور و أقلام ( لمن يقرأ )

31 مايو 2022
خُصور و أقلام ( لمن يقرأ )

بقلم : سهل الزواهره

تموت الأشجار واقفة و الأُسود مآلها إلى جيف ، و الشعارات الرنانة و الاستماتة في تسويقها دليل على خوائها و أنها ليست إلا أوهام يبيعها سحرةُ العصر على بُسطاء الخلق لتستمر دائرة الاستعباد و الاتجار بمستقبل الشعوب وإذلالها في سبيل سُخرة متواضعة يصورها السامري لنا كأنها فردوس أوحد و السعيد من على أرضه يولد و كلما أحبه يسعد و إلى العلياء يصعد مخدوعًا مُضللًا حتى تبغته الحقيقة الجلية بأن تلك الأوطان لم تكن يوما إلا بضع درجات يصعدها أهل النفاق و البغي على أجساد هزيلة لغرس راية مكتوب عليها بخط واضح معتم ” ما أُريكم إلا ما أرى “.
و يأتيك حديث الجنود الذين جيروا حتى الأنفاس لحبك روايتهم المزعومة ناهيك عن بهاليل السُلطةِ و خصورٍٍ لحورياتٍ يدعين أنهن فررن من الجنة و دأبن على ورق رخيص بهز تلك الخصور و الأقلام لإبقاء ذات الديباجة المُنتَحلة سائدة متحكمة في مزارع أقسم سدنتها على إبقائها تحت وصاية بيلاطس و حاشيته .
كم هي الأرواح التي داسها واقع الاستبداد و الفساد و أحالها غضبا و عجزا بكفين يضرعان إلى ربهما بالخلاص الأبدي من واقع فرضته عقارب الكراسي فأخَّرت عقارب ساعاتنا و مستقبلنا و قدمتها كيفما شاءت و شاء ذلك الساعاتي المُرابي الذي اتخذ من الزوايا مقرا حاك به مؤامرات صبغها ببُكائيات و تخويفات من قادم لا يتم إلا به و بمن ضبط ساعات الخلق على وقع أقدامهم و أحلامهم الصفراء و التي ستبقى كوابيس لأهل الدار و سيبقى صمت القبور هو تلك الموسيقى الغالبة و التي ستجول بنوتاتها العرجاء في روابينا التي جف زيتونها و انعدم زيتها و انحنى نخلها و بِِيع بُستان كرزها رغم أنف تشيخوف و فاض حوض بؤسها حتى ملأ دنيانا و أوشكت آخرتنا على الصياح منذرة بقربها.
عين الحذق لا تُخطىء و حدسه لا يخيب و البهرجة مهما أُنفق في تعميمها و ترويج عناصرها لا تنطلي إلا على من ربط حبال غده بأماني الخلود إلى جانب التضليل و العسف أو من اقعده اليأس على قارعة الدرب متسولًا قوت يوم سقط وجهه خجلا من ذل السؤال و غلبة المسكنة ، أما الحر فهو من أقام فرحه حيث شاء دون إذن ولي أو عين ترقب قائمة المدعوين و ذراع تتحكم في أبواب المكان فتفتحها بأمر و تغلقها بإيماءة و تُدخل من تشاء و تُخرج من تشاء، الحر هو من ملك حقوله و حاز الماء و صنع السماد و طهَّر التلال من قبضة القلاع التي تجثم مكتوبة على صدر أوطان ضاعت يوم ضاع عبير قهوتها و هيلها و جفت حمية الصدر و غدت أساطير مستحيلة أو نوادر تُلقى في أمانينا لتمضية تعليلة تتضارب فيها الكؤوس و النفوس و تنتهي مع فجر يخيم بلا استحياء معلنا يوما آخر من عرض كوميديا بطلها سمسار آخر بذات الثوب و بلون جديد فاقع لا يسر الناظرين …