ما الذي حصل في نقابة المحامين ؟ بعد مخاض غير يسير ، فاز الاستاذ يحي ابو عبود نقيبا للمحامين .
امضى المحامون ليلة اول امس،سهر ا متواصلا على شد الاعصاب ، وقد تنافست على هذا الموقع ثلاث قوى رئيسية فاعلةونشطة .
لن اخوض في المسميات التقليدية لهذه القوى ، و السبب بسيط للغاية.
فلو اختلفت التحليلات و الآراء حول فوز المرشح صاحب الاتجاه المعروف ،فان الحقيقة المؤكدة ان نجاح النقيب الجديد للمحامين ليس نصرا ايدلوجيا. فالمانحون اصواتهم للنقيب ليسوا جميعا من طيفه السياسي و المؤكد ان هناك اختلافات في المنطلقات السياسية للمحامين الذين اقترعوا لصالح نقيبهم الجديد . في الوقت نفسه سبقت الانتخابات النقابية جولات مكثفة استمرت عامين ، في مناظرات علنية ، واخرى عبر الفضاء الالكتروني ، فضلا عن تحالفات و تكتلات و انسحابات.
وعلى صعيد الاعضاء لم يفز تيار النقيب باي مقعد .
ورغم ذلك كله فان هذا النجاح فرصة للا بقاء على حبل سري بين التيار و اجنحة بل اجهزة كثيرة نالتها الاتهامات .
استخدام البعض لغة الاتهام خطيئة كبرى لان التكهنات بتدخلات تدحضها الارقام التي ظهرت في الصناديق .
اول تصريحات النقيب تضمنت خطابا وطنيا مهنيا جامعا، بالوقوف خلف سيد البلاد ، و تعزيز مباديء سيادة القانون، وهو ينم عن ادراك للتحديات الوطنية وامتلاك القدرة على صياغة المفاهيم الموحدة بعيدا عن الادبيات الثقيلة .
امام النقيب و اعضاء المجلس تحديات كبيرة ، فالادوار المناطة بهم تتطلب روح الفريق في العمل مع مؤسسات تشريعية و قضائية و حكومية و مجتمع مدني .
الفائز في الانتخابات هو الحراك الديمقراطي .
الفوز لاصحاب الياقة البيضاء الذين ارهقهم الاجهاد اول امس ، فلم يتمكنوا من اعادة ساحات الميدان كما استلموها لكنهم يطلبون عطوة ليومين فقط ، وسيرتدي الميدان اجمل حلة كما هو دائما .