هل تستحق شيرين ابو عاقلة الغضب والحزن ؟

18 مايو 2022
هل تستحق شيرين ابو عاقلة الغضب والحزن ؟

 

 

الدمتور وليد عبدالحي

منذ استشهاد شيرين ابو عاقلة وتتابع التعليقات على قتلها من قبل القوات الاسرائيلية، قفز الى ذهني سؤال وسلسلة من المقارنات في نفس اللحظة وبعدها ، هل كل هذا الاهتمام بخاصة الغربي وبعض العربي هو ” يقظة ضمير”؟ ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟، فلو افترضنا ان الشهيدة شيرين كانت تعمل مراسلة لدى قناة اخرى تابعة “للمغضوب عليهم ” غربيا وليست مع الجزيرة هل كانت يقظة الضمير هذه ستظهر بنفس الكيفية والكمية ؟ او لو ان مراسلة المنار على سبيل المثال او الميادين او فضائية سورية او ايرانية او قناة الاقصى الفلسطينية او قناة فلسطين اليوم هي التي استشهدت ، هل كان المشهد ذاته…الم يهدم طيران اسرائيل المجمع الصحفي بطوابقه كاملة خلال معركة سيف القدس وفيها عدد كبير من المكاتب الاعلامية..وهدات ضجة الخبر خلال ساعات.

هل تستحق شيرين ابو عاقلة الغضب والحزن ؟ بالتأكيد ولكن ان يتالم بايدن وماكرون وبوريس جونسون وظلالهما في البي بي بيس ي او في السي أن ان وفرانس 24 بل وصحيفة هارتس واعضاء في الكونجرس وفي البرلمانات الغربية ودوائر الاتحاد الاوروبي أمر حق لكني ارى أنه يراد به باطلا.

أن يقظة الضمير الغربي هي مساندة في تقديري-مع كل الاجلال والاحترام للشهيدة- لقناة الجزيرة باعتبارها الذراع الاعلامي للربيع العربي الذي لم يبق ولم يذر وترك العالم العربي يلعق جراحه حتى الساعة ، وهي من شرع ابوابه للاعلاميين الاسرائيليين قبل ان يتجرأ احد على ذلك وبعد ان تجول شيمون بيريز في ردهاتها عند الافتتاح، انه تعاطف مع الجزيرة ومواساة لها ، وهوعتاب لاسرائيل على سلوك “همجي” مع حليف اعلامي مهما تستر بالشريعة والحياة.

لقد قتلت في غزة امرأة غربية مناصرة لفلسطين وقصمت ظهرها الجرافة الاسرائيلية وهي امريكية الجنسية وامريكية العرق ايضا، فلماذا بقي الضمير حينها يغط في نوم عميق؟ وقتل في العراق وسوريا وليبيا وفي افريقيا وافغانستان الكثير من الصحفيين،ولم نر هذه الاخلاق والنبل الانساني، بخاصة أن كل النائحين المفتعلين لم يقدموا على خطوة اجرائية واحدة، وليست النائحة كالمستأجرة، بل ان بعض موظفي الجزيرة طلبوا من الجزيرة الاعلان عن التوقف عن استضافة الاعلاميين الاسرائيليين..وحتى الآن لم نر طحنا بل لا نرى الا جعجعة.

ان الغرب يواسي الجزيرة ولا يواسي شرين ابو عاقلة، انهم يواسون ” ممثلي “دبلوماسية الانابة” التي تتبناها دولة الجزيرة.

رحم الله شهيدتنا شيرين ابو عاقلة، لكني اقول ما قاله عمر بن الخطاب: لست بالخب ولكن الخب لا يخدعني