بعد تصريحات المصري .. خبراء يفندون والحكومة ترد بقوة

19 أبريل 2022
بعد تصريحات المصري .. خبراء يفندون والحكومة ترد بقوة

وطنا اليوم:لماذا أثارت كلمة واحدة هي “مفلسة” كل هذا الضجيج في الأردن احتاج التداول الإعلامي لعبارة مجتزأة من سياق عام لحالة اختراق سريعة قام بها نخبة من كبار اللاعبين في الأردن بعد تداول عنيف لتحذير أطلق على لسان رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري من الإفلاس بمعناه المالي والاقتصادي، مع أن أصواتا عديدة من الخبرات الاقتصادية كانت قد حذرت سابقا من ما يسميه الخبراء بالسيناريو اللبناني اقتصاديا.
كان رئيس الوزراء الأسبق يتحدث في أمسية رمضانية مساء السبت ” بدعوة من نقابة الصحافيين. وفي اللحظة التي استعرض فيها المصري مجموعة التحديات التي تواجه المملكة وعند التعرض إلى التحديات الاقتصادية تحديدا حذر من مفهوم الدولة المفلسة، وكان تحذيرا بسيطا وسط كلام أكثر أهمية ومرتبطا بتخلي الدول العربية عن مساعدة الأردن.
التقطت منابر الإعلام الإلكتروني عبارة الدولة المفلسة وتعاملت معها وحدها تحت عنوان “نبأ عاجل” قبل أن تثور ضجة على مدار يومين
لكن التقطت منابر الإعلام الإلكتروني تلك العبارة القصيرة وتعاملت معها وحدها تحت عنوان “نبأ عاجل” قبل أن تثور ضجة على مدار يومين في كل الاتجاهات.
وتسترسل الحكومة مرة في الرد والتعليق وأخرى في رصد ردود الفعل التي تنتج عن ترديد كلمة حساسة من هذا النوع على لسان شخصية موثوقة وخبيرة مثل المصري، ولاحقا بدأت حتى ماكينة الدولة تتحرك لاحتواء الجدل العاصف خصوصا على منصات التواصل.
أول من قرر الرد على مفردة الإفلاس كان عضو البرلمان الخبير الاقتصادي الدكتور خير أبو صعليك والذي أصدر تصريحا فيه قسوة وخشونة ضد المصري مع أن الثاني كان فعلا يتحدث في سياقات عامة محذرا وليس مسجلا لوقائع.
وتحت قبة البرلمان رد أيضا رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة موضحا بأن الأردن عصي عن الإفلاس وشارحا أنه بعد عقد عجيب استمر منذ عام 2010 بأن التصنيف الائتماني لبلاده في حالة إيجابية جدا دوليا بإقرار واعتراف مؤسسات دولية ثم عرض للحقيقة الرقمية القائلة بوجود احتياطي نقدي في الأردن يبلغ 17 مليارا.
احتاجت عائلة المصري نفسها للإدلاء بدلوها فتحدث علنا أبرز رموزها في الاقتصاد والاستثمار وهو الملياردير صبيح المصري معربا عن ثقته بالاقتصاد الأردني وبأن عجلة الاقتصاد بدأت تدور بعد عامين من أزمة الفايروس كورونا، والتحديات التي يواجهها الأردن لم تكن يوما جديدة وبأن الأردن قادر على تحويل التحديات إلى فرص.
قال المصري الملياردير فيما بدا أنه في سياق ما تحدث به قريبه السياسي إن الأردن تجاوز بنجاح الصعوبات متعهدا باسم المجموعة الاستثمارية التي يملكها بأن يمضي قدما في الاستثمار.
شارك مسؤولون متعددون وكبار في الرد على عبارة اجتزئت من كلام طاهر المصري دون توضيح الأمر في سياقه كما حصل.
وهو ما دفع صاحب المقولة نفسه لاحقا وبعد الضجيج لإصدار تصريح جديد تحدث فيه عن تداول حديث مجتزأ من حديث عام كان يتحدث خلاله عن مسارات اقتصادية، مشيرا إلى أن مؤشرات الواقع الفعلي في الأردن تسير باتجاه تصويب الأوضاع ومتحدثا عن صلابة متابعات وإجراءات البنك المركزي الأردني.
درجة الحساسية السياسية تجاه عبارة مثل “في الطريق إلى الإفلاس” كانت مرتفعة جدا والانطباع العام حتى عند المختصين بأن مثل هذه الصورة لا تعكس الواقع كما يقدر أبو صعليك خصوصا وأن البنك الدولي كان قد أصدر للتو تقريره الأخير الذي يمتدح فيه إجراءات التصويب الاقتصادي الأردني هيكليا.
الحساسية نخبوية مفرطة في هذا السياق لأن الظروف العامة مرتبكة عموما والواضح للأوساط السياسية أن تحذيرا ما أخرج عن سياقه أقلق الجميع لكن الأوضح أن الجميع غادروا منطقة السياق العام واندفعوا في محاولة الرد على كلمة في الواقع التحليلي لم يقلها سياسي من وزن طاهر المصري، الأمر الذي يظهر أن الأعصاب مشدودة تماما وسط النخبة الأردنية