بقلم: أ. د. خليل الرفوع
إليك يا وصفي إليكَ
إليك في ذكراك أو ذكرانا
أو ذكرى الهوى القطنيِّ لا فرقَ لا
لا فرقَ بين العاشق والمعشوق.
نبوحُ بك حتى النهاياتِ وحتى آخر البوحِ
وحتى آخر الكلمات،
كما كنتَ فينا مرجوًّا
وكما كنتَ فينا نديًّا يا ابن الأرجوان
وكما نحن في وجهكَ :
فتيةُ الكهف جوعًا وتعبًا
لك الكلماتُ ما زالتْ تحنُّ
ولك صباحاتُ الندى والأقحوان
على أجنحة الشهادة تضم وجهك الحنطي
يا ابن الأرض، ويا ابن السماء
ويا ابن عرارنا.
في خوابينا قد مسَّنا وأهلنَا الضرُّ
وجئناكَ بقهرنا فأوفِ لنا الكيل
والغيث والهوى
يا أيها العزيزُ قد كنتَ في آبائنا
بيدرًا من حمرة الأرض
وزرقة السماء ورِعشة الشفق
حسبك هذا الوجدُ منهلًّا على جفنيك،
وحسبنا ذكراك في زوايا الحناجر
وجوف الحشى وهمهمات الفؤاد.
تتغلغلُ مثل وضوء الفجر خيطًا أبيض
كحد السيف ليوقظ السنابل من انحناءاتها للعابرين،
لقد تكاثروا في كل شيء.
عيوننا تراك كما أنت :
سيفًا جُذاميا يظلل فرسانه
في صهوات عفرا
وحمحمات حوران.
ترتيلة الرجال أنت يا وصفي
أو تكبيرة الليل والنهار
لا فرق بين النار والذكرى
يا سيد النهارات
وفي القلوب أنينٌ يناديك نداء خفيًّا:
أنِ ائتِ قومك فقد
سُرِقَ الصُّواعُ، وبيعتِ العيرُ
وعلت ظهور ما تبقى من المطايا
فتيةُ أبي رغال وأحفاد ابن العلقمي
وينادوننا : إنكم لسارقون!
لك وحدك أيها القمر المطلُّ:
بياضُ سيوفنا، احمرار عيوننا،
وأخضرار الأغنيات على
شفاه ترويدة للأردنيات بكرةً وعشيَّا.
وما امحلت سحائبك بالطل في وجوهنا
ولكن القذى على أطرافها أنبت الشوك والرمد
أيا أيها الطالع منا إليك في كل حين
في هذا المدى وجهك وقمحه،
وصوتك ونفحه
وأرج رجولة هي لك وحدك.
كن غمد الشهادة أو سيفًا سماويَّ البهاء
وكن مشكاتنا يوم النداء،
كنِ اللظى ذهبية نيرانها
كي نرى وجهك في يتمنا
أو ما تبقى من بقايانا
في استدارة الرحى.
أستاذ الأدب العربي بجامعة مؤتة