وسط مخاوف غربية من تصاعد الصراع.. الكرملين يلوّح بالسلاح النووي

23 مارس 2022
وسط مخاوف غربية من تصاعد الصراع.. الكرملين يلوّح بالسلاح النووي

وطنا اليوم:قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلجأ إلى السلاح النووي في حال تعرض روسيا لـ”خطر وجودي”، دون توضيح المقصود بذلك.
حيث ذكر، في حديث لقناة “سي إن إن” الأمريكية، أن “مفهوم الأمن القومي لروسيا ينص على استخدام الأسلحة النووية فقط في حالة وجود تهديد لوجودها”.
فيما أضاف بيسكوف أن بوتين لم يتمكن بعد من الوصول لأهدافه في أوكرانيا.
كما أوضح المتحدث باسم الكرملين أن “العملية العسكرية الخاصة” تسير وفقاً للخطط والأهداف المحددة مسبقاً.
إلا أنه شدّد على أنه “منذ البداية لم يعتقد أي أحد أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستستغرق يومين”.
في حين أكد أن “احتلال أوكرانيا ليس من أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هدفهم الرئيس في مدينة ماريوبول هو “تطهيرها من الوحدات القومية المتطرفة” الأوكرانية، وفق قوله.
كان بوتين قد أصدر قراراً، في شهر فبراير/شباط الماضي، بوضع “قوة الردع” في الجيش الروسي، وهي قوة تشمل عنصراً نووياً، في حال التأهب، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل غربية مستنكرة.
وتبادلت روسيا الاتهامات مع الولايات المتحدة وبريطانيا في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء بشأن احتمال شن هجوم بأسلحة كيماوية في أوكرانيا، لكن لم يقدم أي منها دليلا يدعم مخاوفهما.
أدلى دبلوماسيون بهذه التصريحات للصحفيين بعد أن أثارت روسيا مسألة تسرب للأمونيا في مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا المحاصرة، وألقت باللوم على “جماعات قومية أوكرانية” خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. ورفضت بريطانيا والولايات المتحدة الاتهام.
وقال دميتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن القوات الروسية “لم تخطط قط أو توجه ضربات لأي منشآت أوكرانية تُخزَن أو تُنتج فيها مواد سامة”.
وأضاف “من الواضح أن السلطات القومية الأوكرانية، بتشجيع من الدول الغربية، لن تتوقف عند أي شيء لترهيب شعبها وتشن هجمات لاتهام روسيا”.

حرب متواصلة
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية نهاية أسبوعها الرابع؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة “دُمية” (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد “العدوان”.

شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن “العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي”، وحماية الأشخاص “الذين تعرضوا للإبادة الجماعية” من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدعم من وصفتهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أجبرت الملايين من الأوكرانيين على الفرار من ديارهم.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”