عملياتُ تجميل أَم تقبيح ؟!

22 مارس 2022
عملياتُ تجميل أَم تقبيح ؟!

محمد داودية

ترفض ميريل ستريب ملكة هوليود، الفنانة السبعينية، التي ما يزال جمالها يخلب الألباب، الفائزة بجائزة الأوسكار ثلاث مرات، والتي اختيرت من قبل عدة نقاد “كأعظم ممثلة حية، وأفضل ممثلة في جيلها”، ترفض عمليات التجميل، التي تتهافت عليها نساء العالم، والتي أدّت في بعض الأحيان إلى تشوهات ووفيات، وإلى نتائج عكس تلك التي ترجوها النساء.
تقول هذه الفنانة العملاقة، التي مثلت أدوارا معقدة متنوعة، مثل “المرأة الحديدية”- تاتشر:
“أبدا لن أسمح لأحد بإزالة تجاعيد جبيني، فهي نتيجة دهشتي أمام جمال الحياة، أو تلك المحيطة بفمي، لأنها تُظهِر كم ضحكت وكم قبَّلت، ولا حتى البقع السوداء تحت عيني، فخلفها تختبئ ذكريات أحزاني وبكائي. أنها جزء مني وأحب جمالها.
سأُبُقِي على ملامحي لأنها دلالة على تجاربي في الحياة”.
علما أن ميريل ستريب معروفة بظهورها الكثيف في المهرجانات والحفلات، وبدورها الإيجابي في الحياة العامة، الذي حصلت بسببه على أعلى وسام تقدير في الولايات المتحدة، لمن أسهموا في الحياة العامة، وفي مجال الحريات والثقافة.
ونعرف كلنا عن أخطاء عمليات تجميل، شوهت وجوه صاحباتها !!
ولا يخفى على الناظرين، اللواتي أجرين عمليات تصغير أنوف، ونفخ شفايف، ورفع حواجب، وشفط دهون، وإزالة شعر الحواجب، ورسمها بالتاتو، وإجراء عمليات أخرى “غريبة” عجيبة، نعِفّ عن ذكرها !!
لقد دخلنا مرحلة الصحوة على مخاطر تلك التقليعة، التي أخضعت ملامح النساء إلى تغييرات لا داعي لها، والتي بكل الأحوال لا يمكن اخفاؤها، وفي بعض الأحوال تصبح مدعاة تندر وتأسف ومسخرة، علاوة على إنها أحيانا، مضيعة للمال ومسخ للاشكال.
لقد خلقنا الله في أحسن تقويم، ومن صميم الخلقة الحسنة، الاعتراف بالتغييرات الطبيعية على الشكل الخارجي للإنسان، التي تنجم عن التقدم في العمر، كالشيب في الشعر، والتغضن في العنق، والتجاعيد حول العينين والشفتين … الخ.
ومن الخطأ -كي لا أقول الخطيئة-، العبث بالتقويم الحَسَن الجميل، الذي خلقنا الله عليه.
ومبكرا وصَف المتنبي، شاعر العرب الكبير، الحُسنَ الرباني قائلا:
حُسنُ الحضارة مجلوبٌ بتطريةٍ،
وفي البداوةِ حُسنٌ غيرُ مجلوبِ.