وطنا اليوم:رغم أن ما يزيد على 70 % من سكان وادي عربة دون خط الفقر، وهناك نسبة عالية جدا من البطالة تتفشى بين السكان الذين يبلغ تعدادهم نحو 10 آلاف يتوزعون على مساحة ألفي كيلومتر مربع، الا أن المنطقة ما تزال تفتقد إلى وجود استراتيجية لتنميتها تقوم على مفهوم تنموي شامل لجذب النشاطات الاقتصادية المختلفة، وبما يسهم برفع سوية الخدمات المقدمة لأهالي.
ويطالب ابناء وادي عربة ( 70 كم شمال غربي العقبة) بايجاد شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والمجتمعات المحلية والجمعيات الزراعية في وادي عربة، لتطوير القطاع الزراعي وتوظيف التقنيات الحديثة لحل مشاكل القطاع الفنية والتسويقية .
وحث ابناء اللواء الحكومة والوزراء المعنيين، على ايلاء منطقة وادي عربة الاهتمام الكافي حسب التوجيهات الملكية السامية المستمرة والإسراع بتوزيع الأراضي الزراعية والسكنية، ودعم صغار المزارعين والجمعيات الزراعية، وتطوير البنية التحتية وتوفير المستلزمات الزراعية.
كما طالبوا بحل مشكلة ملوحة المياه وإعفاء المزارعين من إثمان المياه السابقة وتخفيض أسعارها وإقامة سدود من اجل الاستفادة من المياه التي تذهب هدراً في ري المزروعات، وإعطاء أهالي المنطقة الأولوية في الاستثمار في القطاع الزراعي في مناطقهم، تحقيقاً لرؤية جلالة الملك في تحسين ظروف المواطنين المعيشية والتخفيف من معاناتهم.
وقال رئيس بلدية رحمة وقطر، أحمد الاحيوات، ان منطقة وادي عربة ما تزال تفتقد إلى وجود استراتيجية لتنمية المنطقة تقوم على مفهوم تنموي شامل لجذب النشاطات الاقتصادية المختلفة، وبما يسهم برفع سوية الخدمات المقدمة لأهالي هذه المنطقة، لا سيما أن ما يزيد على 70 % من سكان وادي عربة دون خط الفقر، وهناك نسبة عالية جدا من البطالة تتفشى بين السكان الذين يبلغ عددهم نحو 10 آلاف يتوزعون على مساحة ألفي كيلومتر مربع.
وأشار الاحيوات الى ان تعدد المرجعيات الإدارية وتبعثر الجهود الإنمائية، وغياب التنسيق بين الجهات التي تعمل في وادي عربة مع عدم وجود استراتيجية تنموية ومخطط شمولي، أدى إلى قلة وتعثر المشاريع وزيادة الفقر والبطالة، مؤكدا ان الحل يكون بإيجاد آلية ومظلة لتوحيد الجهود أو تحويل المنطقة إلى إقليم تنموي وزراعي وإعداد استراتيجية تنموية شاملة بمنهجية تشاركية وتطوير مخطط شمولي للمنطقة، خصوصاً أن المنطقة زاخرة بالأماكن السياحية والأراضي الزراعية والثروات المعدنية.
وكان مدير عام شركة تطوير وادي عربة يحيى المجالي، اكد في تصريحات سابقة ان 70 بالمائة من سكان وادي عربة دون خط الفقر، ونسبة البطالة في الوادي 28.5 بالمائة، مشيرا الى أن المشاريع المقامة فيه لم تخفض نسب البطالة والفقر بين السكان.
وبين رئيس بلدية قريقره وفينان عقاب العمارين، ان منطقة وادي عربة تعاني ضعف الاهتمام بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية كفرص غير مستغلة لتحسين مستوى المعيشة للأهالي، مؤكداً أهمية التحول إلى القطاع الزراعي والثروة الحيوانية وتشجيع السكان ومنحهم أراضي سكنية وزراعية، حيث ان للزراعة دورا مهما في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات.
وشدد العمارين، على التركيز على وجود مخطط شمولي يأخذ بعين الاعتبار مقومات المنطقة السياحية والزراعية، وقدرة السكان على العمل في هذه المجالات، وجذب الاستثمارات السياحية للمنطقة والمشاريع الرديفة للسياحية، إضافة إلى التوزيع العادل لعوائد التنمية على المجتمع المحلي وتوسيع قاعدة المستفيدين منها.
وكان رؤساء بلديات وادي عربة كل من عقاب العمارين وموسى السعيديين واحمد الاحيوات أشادوا بالرؤية الملكية المتعلقة بتنمية قطاع الزراعة، التي ستعود بالنفع على المواطن الأردني والوطن وبالمبادرات التي يطلقها جلالة الملك، التي تصب بمجملها في إطار توفير سبل العيش الكريم وتحسين الظروف الاقتصادية للأردنيين في مختلف مناطق المملكة، وتوجيهاته المستمرة بسرعة التنفيذ والإنجاز للمشاريع التنموية في مناطق المملكة كافة، والتي تأتي ترجمة حقيقية لرؤى جلالته الحكيمة، التي تستشرف المستقبل، وبناء الأردن الحديث والعصري.
وأشاروا إلى أن القطاع الزراعي يعد من اكبر القطاعات المشغلة للعمالة، إضافة إلى انه يقدم أعلى قيمة مضافة للاقتصاد، فضلا عن احتلاله مرتبة متقدمة في قيمة الصادرات الوطنية، بين جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وبينوا أن التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية في وادي عربة من الفقر والبطالة والتهميش، من الممكن أن تتحول إلى فرص كبيرة لتحسين مستوى معيشة السكان، من خلال دعم القطاع الزراعي وزيادة الأراضي الزراعية وذلك بتوزيع وحدات زراعية جديدة وتطوير البنية التحتية للقطاع الزراعي، واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة وإعطاء دور للشباب في استصلاح الأراضي لتشغيلهم عبر إقامة مشاريع منتجة وإيجاد فرص عمل إضافية لهم.
وقال رئيس بلدية وادي عربة موسى السعيديين، ان المنطقة التي تحتاج الى تنمية حقيقية تبدأ من الانسان وتطويره، ليكون قادراً على خدمة وطنه على أكمل وجه، مبيناً ان البيئة الطبيعية في منطقة وادي عربة بمواردها وثرواتها تشكل مفارقة كبيرة، حينما تقارن مع خصائص المجتمع المحلي ونوعية الحياة التي يحياها، الأمر الذي يجعل من هذه المنطقة تحدياً وطنياً قد حان الوقت للالتفات إليه، ويتجسد ذلك في ضوء ما يتوفر لهذه المنطقة من فرص تنموية واعدة للاقتصاد الوطني بشكل عام، وما ينتظرها من مشاريع تنموية استراتيجية على المستويين الوطني والإقليمي طال انتظارها.
وبين السعيديين، انه يتوفر في منطقة وادي عربة فرص استثمارية كبيرة أمام القطاع الخاص في مجالات السياحة البيئية، فالمنطقة تعد واحدة من أهم مناطق الترواث الطبيعية التي تفتح الآفاق لسلسلة غير متناهية من الأفكار في مجال تنمية السياحة البيئية، إذا ما أخذت كبرنامج متكامل يجمع عاصر الجذب في البتراء ورم والعقبة مع صحراء وادي عربة ومرتفعاتها ومرتفعات الشوبك الغربية.