الكمامة و«التباعد» تغيبان عن المقرات الانتخابية

20 مارس 2022
الكمامة و«التباعد» تغيبان عن المقرات الانتخابية

وطنا اليوم:قبل أيام من التصويت لانتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، المقرر يوم الثلاثاء المقبل، وفي ظل المخاوف من انتشار أكبر لفيروس كورونا بالمملكة، غابت اجراءات السلامة العامة من ارتداء للكمامة والتباعد عن معظم المقرات الانتخابية.
ومع ان خبراء وأطباء كثر أكدوا ان فيروس كورونا لم ينته بعد، وعدم استبعاد إمكانية ان تشهد المملكة موجة أخرى مستقبلا، خصوصا ان دولا عديدة في العالم تشهد حاليا ارتفاعا بالإصابات، وانتشارا للمتحور أوميكرون (BA2)، الذي يتميز بأعراض أشد من أوميكرون الأصلي، كان لا بد من توجيه رسائل توعوية للتركيز على أهمية الاستمرار بالمحافظة على اجراءات الوقاية، بالتزامن مع اجراء الانتخابات واقتراب شهر رمضان المبارك.
الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني أكد في تصريح، انه لوحظ في أكثر المقرات الانتخابية تجمهرا بالآلاف في مكان واحد، دون الالتزام بالبروتوكولات الاحترازية للحد من انتشار كورونا، حيث غابت الكمامة والتباعد الجسدي عنها، بالإضافة لاستحالة التدقيق بشهادات التطعيم للأشخاص.
وأضاف ان التصريحات الرسمية بخصوص طوي جائحة كورونا واعتبارها من الماضي بالمملكة، وتخفيف الاجراءات دون متابعة أو مراقبة، أعطت رسائل تطمينية للمواطنين وجعلتهم يشعرون بأن الفيروس انتهى، فانعكس ذلك على عدم التزامهم بإجراءات السلامة العامة، مع العلم ان أعداد الإصابات الإجمالية في المملكة وصلت الى مليون و 680 الفا، الى جانب 13 ألف و 957 حالة وفاة لغاية الان.
ولفت المعاني الى ان دولا عديدة في العالم تتخوف الآن من ظهور موجة جديدة من كورونا بسبب انتشار المتحور أوميكرون (BA2) السريع، بعد تسجيل إصابات مرتفعة فيها وإدخالات للمستشفيات لحالات شديدة، كالصين وكوريا الجنوبية ودول أوروبا الغربية والولايات المتحدة وغيرها.
ومع ان الدول التي زادت فيها أعداد الإصابات مؤخرا، هي من الدول التي ترتفع بها المناعة بسبب تطعيم أكثر من 90% من عدد السكان الإجمالي، إلا ان بعضها، وفق المعاني، وصفت الحالة الوبائية لديها بالحرجة، لتأثير انتشار الفيروس على زيادة الضغط على المستشفيات، علما ان مناعتهم المجتمعية أفضل من المناعة المجتمعية بالأردن.
وقال ان على الحكومة والجهات الرسمية عدم إرسال رسائل خاطئة للمواطنين، من خلال التطمينات بأن الجائحة انتهت وطويت صفحتها، بل واجبها التنبه للوضع وأخذ الاحتياطات اللازمة، لمنع تفشي المتحور أوميكرون الخفي، واتخاذ اجراءات ملموسة خلال افتتاح المقرات الانتخابية، وعملية الدعاية للمرشحين، والاقتراع والفرز وظهور النتائج، ولا ننسى شهر رمضان من خلال مراقبة الأجواء به، ومتابعة الاحتفالات والسهرات والتجمعات، التي صرحت بأنها ستسمح بها.
كما ركز المعاني على دور المواطن، الذي يعتبر مهما وتشاركيا في ضبط الوضع الوبائي، حيث يقع على عاتقه ضرورة الاستمرار بجميع اجراءات السلامة العامة من ارتداء للكمامة، والمحافظة على التباعد، حفاظا على صحته وأسرته ومجتمعه.
وشدد على ان انكسار الجائحة في بعض الدول، لا يعني الانتهاء من الفيروس، بل يجب النظر بعين الحذر والحيطة، وتسريع وتيرة التطعيم التي لم تتجاوز بالمملكة حتى الان الـ 40%، وضرورة التذكير بأن هناك فئات ذات اختطار عالي ككبار السن وذو المناعة المنخفضة أو اصحاب الأمراض المزمنة، من الممكن ان يصابوا بالفيروس، وتكون أعراضهم شديدة، وبالتالي دخولهم المستشفيات.
وحث المعاني على النظر للوضع الوبائي بعين المتابعة الحثيثة، والاستمرار بالاجراءات الوقائية، والوصول لمستوى معين من التطعيم بكل محافظات المملكة، إذا ما علمنا ان المناعة تبدأ بالانخفاض بعد مرور 6 أشهر على تلقي جرعتي المطعوم