وطنا اليوم – عقدت مجموعة وطنا اليوم حلقة نقاشية حول انعكاسات الازمة الروسية – الاوكرانية وأوجه الصراع في شرق أوروبا على الواقع الاردني سياسيا اقتصاديا وتعليميا.
حيث تحدث المشاركون حول خلفيات الازمة واسقاط السيناريوهات المحتملة على الواقع الأردني، الدبلوماسي الدكتور ياسين رواشدة المقيم في بروكسل تحدث حول جوانب الأزمة وقال:
بان الازمة مرت بمحطات كثيرة منذ ١٩٩١، حيث اتفقت دول الاتحاد السوفيتي السابق على الاستقلال عن بعضها بعد في اجتماع موسكو وكان من ضمن ما اتفقت الدول عليه الاستقلال الذاتي مقابل احتفاظ روسيا بالمقعد الدائم في الأمم المتحدة والوريث الرسمي فيما يتعلق بالديون الروسية ايضا، واعطيت روسيا هذا الامتياز مقابل الاعتراف بحدود تلك الدول بغض النظر عن الأقليات الروسية انذاك.
الدكتور ذوقان عبيدات في مداخلته أشار إلى انعكاس الأزمة على التعليم وعلى النساء والأطفال، حيث اكد عبيدات على ضرورة استغلال الأحداث لتطوير المناهج من أجل تحصين الأجيال نحو ثقافة السلام ومراعاة امتلاك الطلبة العقلية النقدية واتجاهات بناء السلام دون استخدام العنف ، واكد عبيدات ان الحرب مشكلة تعليمية بأسبابها ونتائجها تنعكس على التعليم بشكل عام.
اللواء المتقاعد والمحافظ السابق صالح النصرات قال في مداخلته، عندما بدأت ملامح الأزمة الأوكرانية صرح مسؤول اردني بأن احتياطي الأردن من القمح يكفي لمدة ١٤ شهر والاحتياطي من مادة الشعير يكفي لمدة ١١ شهر في حين صرح رئيس غرفة تجارة عمان بأن سلسلة الغذاء الاردني لا تتأثر بالأزمة الأوكرانية وان الاردن مكتفي ذاتيًا …… مع التوقعات بان الحرب لن تستمر اكثر من سنة ……. وتسائل النصرات كيف يمكن أن يتأثر الاردن بهذا المجال ؟
أجاب الاستاذ نائل الكباريتي على تسأل النصرات بان الاحتياط الاستراتيجي كافي وأن الحكومة قامت بالتخزين بعدة طرق قبل الازمة وان جزء كبير من هذه العقود لم تكن عن طريق أوكرانيا، واضاف الأردن يستورد ١٨٩ مليون دولار وأهم السلع المستوردة من اوكرانيا الزيوت النباتية ولكن ذلك لايعني انها المصدر الوحيد .
واكد الكباريتي بان اي خلل في المنظومة العالمية يعمل خلال في توازن السوق ولكن في الاردن لن تتاثر بالمرحلة القادمة على الاقل لمدة ٨ شهور .
الاستاذ منصور المجالي أشار إلى التأثير السياسي على الاردن وقال ان التأثير قد يكون طفيف حيث اكد فيما يتعلق بالتأثير الاقتصادي أن التأثير قد يكون على مادة الحنطة والمستوردات قد تتنوع من أي دولة في العالم .
أما الناحية المالية اشار المجالي بانه لا يوجد لها اي تاثير وينحصر التأثير على وجود طلبة جامعيين أعداد ليست قليلة وأعتقد المجالي ان الحل يكمن بضرورة التنسيق مع روسيا لاستيعاب هؤلاء الطلبة .
القنصل الاردني في هنغاريا زيد نفاع اشار الى ان التأثير على الأردن يكمن في عدم قدرة روسيا بأن تواكب التقدم التكنولوجي مثل باقي دول اوروبا الأوضاع الاقتصادية تعتمد على موارد الطاقة وكانت أكبر مشكلة لموسكو هي توسع حلف الناتو ، أما الانعكاس المباشر على الأردن ينحصر بالواردات من القمح والشعير.
الاستاذ نائل الكباريتي اشار مرة اخرى الى ان هناك تذبذب في الاسعار سيحصل ولن يتأثر مخزون القمح و الشعير والانعكاس يتعمق اذا تورطت روسيا بحروب أوسع .
أ.د حسن الدعجة استاذ العلوم السياسية أشار إلى الانعكاس السياسي على الأردن، فقد أكد الدعجة بان توازنات تعكسها طبيعة المجال الحيوي لأي دولة وبالتالي مفهوم الأمن القومي لأي دولة يعتمد على اتجاهات الصراع.
واضاف الدعجة ان تكاليف ارتفاع اسعار الغاز قد ترتفع والتأثير المباشر يأتي في حال توقفت إمدادات النفط والغاز فإن ذلك سينعكس على كل دول العالم بما فيها الأردن، بالاضافة الى ارتفاع اسعار النفط قد يحدث نتيجة قطع إمدادات النفط والطاقة وقد تثار بعض المشاكل إذا ما قامت إسرائيل بأي عملية في سورية فإن ذلك سيزعج روسيا .
الدكتور جمال الشلبي قال ان هناك بعدين للازمة بعد استراتيجي: وبعد انساني: فهذه الحرب ستكون مدمرة لأنها غير متكافئة واضاف الشلبي بأن العمليه العسكرية أنهت الاحاديه القطبية للأبد، وأصبحنا نتجه نحو نظام متعدد القطبية وأن التسلح الألماني في أوروبا أن تم بالمستقبل القريب سعيد أوروبا الي نقطه الصفر؛ أي قبل الحرب العالمية الثانية.
القنصل الاردني في هنغاريا زيد نفاع أشار مرة اخرى إلى انعكاس الأزمة على ملف السياحة حيث أشار نفاع انه يعتقد ان الاردن لن يتضرر بالأزمة الأوكرانية والموسم السياحي واعذ .
اللواء صالح النصرات اشار بمداخلة أخرى الى تأثيرات الأزمة على فتح باب الهجرة لليهود في اوكرانيا، حيث أجاب القنصل في هنغاريا زيد نفاع بأن كل دول أوروبا الشرقية يتواجد فيها أعداد كبيرة من اليهود وبالتالي فإن موضوع التهجير لن يكون له تأثير كبير وأن ما تشهده اسرائيل من أزمات يمنع هجرة اليهود الى اسرائيل واشار نفاع بأن فترة الحرب هي من تحدد أعداد السياح إلى الأردن خاصة من روسيا أما من اوكرانية فان الاعداد اصلا قليلة .
أجاب ا.د حسن الدعجة على سؤال حول التأثير نتيجة الهجرة اليهودية إن حدثت حيث قد تدفع إلى استقطاب المزيد من اليهود في أوكرانيا.
الدكتور نعيم الملكاوي اشار الى ان الاردن يجب ان يتجه الى تنويع الواردات بالنسبة لاحتياجات الأردن من القمح والشعير حيث طرح الملكاوي الى ضرورة الاستفادة من كازاخستان سواء من فول الصويا والقمح وأشار ملكاوي الى ضرورة وضع استراتيجية مبنية على البديل الذاتي من خلال الموسم القادم لخلق زراعة المحاصيل التي يمكن الاستفادة منها .
صالح العبادي عضو مجلس محافظة العاصمة أشار إلى انعكاس اجتماعي للازمة داخليا وخارجيا .
فيما ختم الدكتور ياسين الرواشدة بأن بوتين اعادة ترتيب الاوضاع في روسيا من خلال إلغاء الاستقلال الذاتي للشيشان واكد ان الاوكران يقاوموا النفوذ الروسي.
الدكتور محمد الدويري أشار إلى تأثير الأزمة على السياحة في الاردن،حيث كان هناك ٩ آلاف سائح أوكراني في الاعوام السابقة وبالتالي فإن ٣٠٠ ألف ليلة فندقية سيتم خسارتها اضافة الى ان فنادق العقبة ستتأثر من خلال انخفاض الحجوزات حيث ان الاردن هي أفضل وجهة سياحية بعد شرم الشيخ بالنسبة للسائح الأوكراني .
وخلص النقاش الى ان الازمة في شرق اوروبا ان طالت ستنعكس على الواقع الاردني في عدة مجالات ابرزها الاقتصاد والسياحة والتعليم .
والبحث عن حلول مبكرة ومبتكرة وفق توقعات المحليلين والاعتماد على تقييمات صحيحة علمية يمكن مطبخ القرار الاردني من صياغة اعمال ممكنة وسيناريوهات تساعد في مواجهة الازمة.