أوكرانيون يستعدون للأسوأ.. يتدربون بين الثلوج لمواجهة غزو روسي مُحتمل

1 فبراير 2022
TOPSHOT - A military instructor teaches civilians holding wooden replicas of Kalashnikov rifles, during a training session at an abandoned factory in the Ukrainian capital of Kyiv on January 30, 2022. - As fears grow of a potential invasion by Russian troops massed on Ukraine's border, within the framework of the training there were classes on tactics, paramedics, training on the obstacle course. The training is conducted by instructors with combat experience, members of the public initiative "Total Resistance". (Photo by Sergei SUPINSKY / AFP) (Photo by SERGEI SUPINSKY/AFP via Getty Images)

وطنا اليوم:يتدرب مدنيون أوكرانيون على الدفاع عن بلدهم وأنفسهم في حال أقدمت موسكو على غزو أراضيهم، فمن حفر الملاجئ وسط الثلوج، إلى حمل السلاح وإتقان الرماية، يتعلم هؤلاء تقنيات مختلفة لمواجهة الخطر الروسي المُحتمل.
ليست الحرب بالأمر المستجد بالنسبة لأوكرانيا؛ إذ تشهد الجمهورية السوفييتية السابقة نزاعاً منذ 2014 مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وأدى النزاع إلى سقوط 13 ألف قتيل، ورغم توقيع اتفاقات سلام لم يتوقف العنف تماماً على الجبهة.
تأتي هذه التدريبات بعدما تصاعد القلق بشكل كبير مؤخراً، عقب اتهام موسكو بحشد نحو 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية استعداداً للغزو، فيما تهدد دول غربية موسكو بعقوبات غير مسبوقة، وتدعم كييف بالأسلحة.
الخبير في مجال المعلوماتية ارتيم كوزمينكو (29 عاماً)، الذي يشارك في تمرين على مدى يومين، قال: “إذا هاجمتنا روسيا فسيكون من المهم جداً معرفة هذه التقنيات”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، قال المُدرّب سيرغي فيشنيفسكي، الذي ارتدى زياً عسكرياً: “اعتاد الناس في المدن الكبرى على واقع أن النزاع بعيد عنها، وهم يدركون حالياً أن الحرب يمكن أن تصل إليهم”.
كان هذا الأربعيني قد حارب على الجبهة قبل أن يُطلق هذه التدريبات على النجاة للمدنيين، ولاحظ اهتماماً متجدداً بالموضوع خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تصاعدت الخشية من غزو روسي.

من بين المتدربين، الطالبة في مجال علم النفس يانا كامينسكا (33 عاماً) وهي تتابع التدريب مع صديقها، وقد جهزت حقيبة في حال وقوع كارثة واضطرارها إلى مغادرة منزلها، وتؤكد أن الأولوية في هذه الحال هي الاهتمام بالعائلات.
كان قد شارك نحو 300 شخص في عاصمة أوكرانيا، كييف، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، بتدريب عسكري على أراضي مصنع مهجور، ونظّم التدريب حزب قومي أسسه متطوعون قدامى منخرطون في الحرب ضد الانفصاليين في شرق البلاد.
يقول ماكسيم جورين وهو قائد سابق لكتيبة “أزوف” التي حاربت الانفصاليين: يمكن أن تظهر علامات ذعر عندما لا يعرف الناس كيف يتصرفون، وكيف يستخدمون السلاح، وكيف يدافعون عن أنفسهم، وماذا يفعلون في حال إطلاق النار”.
جورين أوضح أن المشاركين وهم خصوصاً من جيل الشباب إضافة إلى عائلات، تعلموا كيفية حمل واستخدام بندقية هجومية، بواسطة نماذج خشبية من الكلاشينكوف.
كذلك تدرب المشاركون على تقديم الإسعافات الأولية، وتم تدريبهم في بناء مهدم، على كيفية التحرك داخل مبنى احتله الأعداء.
في موقع التدريبات، يصيح مدرّب متوجهاً إلى شاب يتعلم كيف يتنقل حاملاً سلاحاً في يده، قائلاً: “رجلك اليسرى ليست في وضعية صحيحة”.
افغين بيتريك وهو أحد الشباب المشاركين بالتدريبات، يقول: “هذه بلادي، كيف يمكن ألا أشعر بالقلق؟”. ويؤكد أنه غير متأكد من حصول غزو روسي، “لكن يجب أن نكون مستعدين”.
وسط زيادة الحديث عن التهديدات لأوكرانيا، وبعد سنوات من الحرب رافقتها بانتظام خشية من غزو روسي على نطاق واسع، لا تبدي كييف أي علامة ذعر رغم إطلاق عدد من العواصم الغربية بيانات مثيرة للقلق.
حتى الآن لا يوجد نقص في مواد أساسية في المحال التجارية، وشهد وسط المدينة المكسو بالثلوج عدداً كبيراً من المتنزهين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كان رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، قد دعا دولاً غربية الأسبوع الماضي إلى عدم نشر “الذعر”، معرباً عن خشيته من “زعزعة الاستقرار” داخل البلاد، أكثر من الهجوم العسكري الروسي.
لكن بحسب استفتاء نُشر الأسبوع الفائت، يعتبر 48% من الأوكرانيين أن الغزو الروسي ممكن