التعليم بين رسالتي الملك

1 فبراير 2022
التعليم بين رسالتي الملك

 

د. ذوقان عبيدات

 

كانت الرسالة الأولى في 15 /4/2017 فيما سميت بالورقة الملكية النقاشية السابعة والتي بدأت بما يلي :

  • جاءت هذه الورقة بعد نقاش محموم حول ملف التعليم، ويشار بذلك إلى النقاش الذي وصل الذروة بالتحليل المعمق لكتبنا الدراسية في دراسة سميت “الداعشية في مناهجنا” حيث سجلت الدراسة أفكارا مثل :

 

  • يجب أن يحمل المسلم السلاح دفاعا عن الإسلام في كل أنحاء العالم .
  • يجب تقييم الإنسان بمقدار التزامه بأحكام الشريعة .
  • للمرأة في حال الحريق أن تخرج من البيت دون إذن زوجها وفق شروط ثلاثة : منع العطور، منع الملابس المثيرة ،والمشي بالشارع دون إثارة .
  • العلم دمر الأسرة والإنسانية .
  • الفلسفة تدمير للعقول .

كما تمحور النقاش حول ” تديين مناهج اللغة العربية ، والعلوم،  والتربية الاجتماعية “

وقد انتهى النقاش بتعديلات شكلية2016، اضطرت الوزارة الرجوع عنها بعد غزوة إحراق الكتب .

 ونتيجة لما سبق فقد شهداء المجتمع الأردني ثلاثة مؤشرات مهمة :

  • المؤشر الأول : خطاب جلالة الملكة في 5/9/2016 حيث أعلنت دعمها لأولئك الذين كسروا التابوهات ونقدوا المناهج الدراسية في إشارة لكتابات حسني عايش وذوقان عبيدات .
  • والمؤشر الثاني : هو الاستجابة لدعوات تحرير المناهج من الفكر التقليدي المسيطر على وزارة التربية، وصدور نظام المركز الوطني للمناهج رقم 33 لعام 2017 في 15 نيسان .
  • والمؤشر الثالث صدور الورقة النقاشية الملكية السابعة في نيسان 2017

وسأوضح هنا ماذا جرى بشأن المؤشرات الثلاثة :

  • بالنسبة لخطاب جلالة الملكة،  فقد خضع لتحليل علمي رفع منسوب التفاؤل من قبل بعض الباحثين – ومنهم كاتب هذه المقالة – وبعد ذلك ساد صمت عميق وربما عمل وتداخلات خفية .
  • وبالنسبة للمركز الوطني للمناهج فقد تم تعديله في نظام رقم 4 لعام 2020 والذي حوله إلى مركز حكم للفرد الواحد .
  • وفي الورقة النقاشية الملكية السابعة والتي جاءت ” بعد نقاش محموم “وسعت إلى مناهج دراسية تفتح أبواب التفكير العميق، والتفكير الناقد ،وطرح الأسئلة وأدب الاختلاف ، والأهم من ذلك كله  دعوة الملك إلى: 

لم يعد مقبولا أن نسمح للتردد والخوف من التطوير والبحث !!

 

إذن كانت النتائج : سكون بعد خطاب جلالة الملكة ، ومركز وطني للمناهج ملتبس النظام والصلاحيات ، وبحكم فردي مطلق! – أجاده كل مسؤول أردني – 

وبمجالس لا تجلس، وقرارات لا وقت لنقاشها !!

 أما الخوف والتردد فما زال عنوان كل وزراء التربية ومجالس التربية والتعليم ، والتعليم العالي ، ومجلسي المركز الوطني للمناهج .

وهكذا ! ما زال الخوف موجودا ، وما زال التردد سائدا ، وما زال السؤال ممنوعا !! وما زال مانعو التفكير يحكمون التعليم والمجتمع معا !

.أما أدب الاختلاف فحدث ولا حرج : إنهم يمنعون الاختلاف ، ويجبرون السمكة على صعود الشجرة  لتنافس العصفور !!

لم نقطع شوطا بعد خطاب الملكة ، وورقة جلالة الملك ، وتأسيس المركز الوطني ! 

 

ولم ينته الخوف ولم يثر أحد سؤالا ! ومع أن أسباب عدم التغيير ليس موضوع هذه المقالة إلا أن العامل الرئيسي في ذلك :

تشكيل مجالس ممن لا فكر لهم ولا رؤية لتطوير التعليم ! فالمسؤول الأردني يسعى لجمع أصفار بجانبه كي يكبر بهم ! فثلاثة أصفار تجعله ألفا ! فكيف بتسعة أو عشرة ؟؟

 

رسالة جلالة الملك في 30 /1 /2022

 

لكي لا تكون الرسالة ورقة إضافية فوق الجهود السابقة فإنني ألخص أبرز أفكارها فيما يخص التعليم :

 

  1. مستقبل نستعيد فيه صدارتنا في التعليم .
  2. مستقبل منفتح على التغيير والتطوير .
  3. مستقبل يحترم التنوع .
  4. مستقبل ينهي الانغلاق في التعبير و تغول الإشاعة وتغييب الحوار العقلاني الموضوعي .

إن رسالة الملك هي إثبات كاف على أن الجهود التعليمية السابقة لم تنجح في تحقيق هذا المستقبل ، حيث ما زال التفكير غائبا، والحوار مغلقا، والإشاعة حاكمة، والانغلاق استراتيجية .

يريد جلالة الملك نظاما تعليميا وجهدا نستعيد فيه صدارتنا في التعليم، هذا يتطلب تأكيد المبادئ الآتية :

  1. إن القائمين على التعليم من 2015 وحتى الآن لم ينجحوا في إحداث المطلوب ، وربما ما زالت مؤشرات التعليم – على أيديهم وببركتهم – تتراجع إلى فقر وتأخر في التحصيل الدراسي وتسيب إداري وتعليمي !! 

 

لا أريد أن أحرض ضدهم ! ولا أتمنى مساءلتهم ، ولكن : ألم يحن الوقت للتفكير بخياراتنا التربوية ؟ وللأمانة :

كل شخص لا يحمل رؤية تربوية – وفق رؤية الملك – أو وفق الرؤى الحديثة ، يجب أن لا يكون موجودا في أعلى المجالس التربوية .

 

 وسؤالي :

  • لماذا تشكل المجالس هكذا ؟ ولماذا يتم تدوير أشخاص من لم يعرف عن أحد منهم أي إنجاز ؟؟
  • ولماذا لم تتح الفرصة لحملة الرؤى بأن يترجموا رؤاهم بعيدا عن النفاق والانتهازية  ؟
  • من له المصلحة بتعليم راكد ؟وتعليم متراجع ؟
  • هل سيقدم الملك 2025 رسالة جديدة لمعالجة مشكلات الإشاعة والانغلاق والتفكير الناقد ؟
  • نفس القضايا يعاد طرحها :
  • الانتقال بالتعليم من التلقين إلى التفكير 
  • من الأسطورة إلى العلم
  • من الحقائق إلى المفاهيم
  • من الانقياد إلى القيادة وإثبات الذات
  • من الحل المفروض إلى الخيارات المتعددة .