من صاحب المصلحة في إضعاف القرار التربوي ؟

20 يناير 2022
من صاحب المصلحة في إضعاف القرار التربوي ؟

د. ذوقان عبيدات

طالما كنت من أنصار مناقشة القضايا التربوية من قبل المجتمع ، فالتعليم قضية وطنية مجتمعية، ومن حق المجتمع أن يبدي رأيه فيما يحدث ، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ! 

 فأعطيت الفرصة لمغمورين أن يتحدثوا كخبراء تربويين يعلنون وجود مؤامرة تقودها وزارة التربية ضد تعليم أبنائنا ، ويقف جمهور كبير متمسكا بالمؤامرة .

وكأن وزارة التربية والتعليم عدوة لنا !!

قالوا : أربكت الوزارة المشهد ، قرار توصية ، قرار توصية ! 

وطالبوا بضمان انتهاء الوباء قبل فتح المدرسة ، وكأنهم يريدون من وزارة التربية أن تكتب تعهدا على الفيروس أن ينتهي قبل بدء الفصل الدراسي الثاني .

فهل أخطأت الوزارة في قرارها ؟

أولا –  أنا مع وزارة التربية والتعليم بشكل كامل ، فثقتي بالوزارة ومؤسساتها وإدارتها تسمح لي بالتحدث عن معرفة .

سمعت الوزير والأمين العام والناطق الإعلامي وخلاصة آرائهم : 

لقد تم تطعيم ١٠ % من الطلبة والفيروس خطير وسريع الانتشار ، فمن الطبيعي حماية أبنائنا ومجتمعنا .

وهذا منطق واضح جدا ومقبول . لذلك تم تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني ، وهذا قرار عاقل راشد منطقي واجب الوجود .

قالت الوزارة أنها ستعوض المدة الضائعة ؟ فما المشكلة إذا !!!

والوزارة ملزمة قانونا بعدد محدد من الأيام، فلا يمكنها خصم يوم دراسي واحد حتى يكون العام الدراسي قانونيا .

أؤيد قرار الوزارة، بل وأذهب بعيدا وأقول :

 كانت الحملة على التعليم عن بعد أقوى من قدرة الوزارة عن الحديث عن التعليم عن بعد ، حملة يقودها ( ليكود تربوي ) يقود تعليم أطفالنا حتى آخر طفل مصاب .

لقد مررنا بتجربة غير سعيدة بالتعليم عن بعد ، ولكننا اكتسبنا خبرات تؤهلنا للتواصل مع طلبتنا خلال فترة ما بين الفصلين ، بل علينا أن نعتاد على تعليم مدمج.

وفترة الإجازة بين الفصلين لا يجوز أن تطول من دون تواصل مع الطلبة ، فهناك فرق بين إجازة كاملة ، وبين تكليف الطلبة ببعض مسؤوليات التعلم ، كأن نطلب منهم  :

  • إعداد تقارير 
  • متابعة أهداف
  • تسجيل ملاحظات
  • حل مشكلات
  • قراءات

علينا أن لا نخشى حملة أدعياء الحرص على التعليم وأن نقنع المجتمع بسلامة قراراتنا .

نعم معالي الوزير، تم اختطاف المجتمع لصالح وجود مؤامرة، والحل من وجهة نظري إعلام تربوي قوي ، فالوزارة في السليم .