ما وراء الفيروسات

11 يناير 2022
ما وراء الفيروسات

بقلم الدكتور محمود المساد

عندما ترى وتصدق ما تراه تقع في الخطأ.
هذه الأيام الاعتماد على ما يصلك من حواسك خطيئة كبرى بحق نفسك وبحق من يأخذون منك ويعتمدون عليك.
سمعنا كثيرا عن الفيروسات وخصائصها وأخطارها التي قد توصلك للموت ،ولكن لم نصدق . وسقنا لأنفسنا الاعذار…. كي نهدأ ونعمل …واكتشفنا أن ما سمعناه حقيقة مؤكدة!!!!!! ووقعنا عندها بالدهشة والذهول .
كيف لوداعة هذه الفيروسات أن تكون سامة وقاتلة ؟
والمذهل المدهش أكثر أن تكتشف أن هذا الفيروس الوديع يلعب بحرفية ودهاء ضمن شبكة محلية ودولية دون أن تردعه محبة لبيئة تطور فيها أو وفاء لصحبة وثقوا به .
لهذا ينبغي على الفرد أن يوظف كل مهاراته في الشك والتحليل وربط العلاقات والاستنتاج واتخاذ القرارات التي تكشف له الحقائق بعيدة عن كل زيف وتجميل .

لقد أيقنت بحقيقة شكوكي عندما قرأت مقالة الدكتور لبيب قمحاوي حول الأردن بعنوان : التحول من دولة إلى شركة خاصة، بتاريخ
06/01/2022 حيث يقول:-
أصبح الأردن الآن أقرب ما يكون إلى شركة خاصة يديرها مدير عام بصلاحيات مطلقة ويشرف على أمورها مجلس إدارة مكون من مجموعة من الدول الأجنبية التي تسعى إلى الحفاظ على مصالحها الخاصة أولاً و أخيراً .
لا يوجد في الحقيقة أي داعٍ لفلسفة الأمورأو تعقيدها أو التعبير عن الدهشة أو الاستهجان لما يجري الآن في الأردن و للأردن . حقيقة الأمر أن مقدرات الدولة الأردنية لم تعد بيد أبنائها ، ولا حتى بيد حكامها . الأردن الآن دولة مستقلة إسماً ودولة مٌسيَّرة ومحكومة لإرادة الآخرين فعلاً ، وقد يكون ذلك بفعل الضغوط المالية والعسكرية والسياسية للدول المانحة . ولكن ما الذي أوصل الأردن إلى هذه الحاله من الفقر والعَوَز . الفساد وسوء الإدارة والمحسوبية و التفرد و الانفراد بالسلطة هي من جملة الأسباب و المسببات .

القرارات السياسية الأخيرة وما رافقها من تعديلات دستورية تأتي في الحقيقة في سياق ما هو قادم من تغييرات اقليمية تنسجم مع الفكر والنهج الابراهيمي . اسرائيل و أمريكا و دول غربية أخرى تسعى إلى أن يسود النهج الابراهيمي سياسياً ودينياً وعرقياً الى أن يصل إلى مداه النهائي في اذابة وتذويب الهوية العربية والاسلامية لدول المنطقة وشعوبها ومنها ، إن لم يكن على رأسها ، الأردن .
إن البراءة والطيبة والثقة بالآخرين دون تمحيص ومعايشة أصبحت من جرائم هذا العصر الذي بات به الزيف واللعب على الذقون حرفة قد تصل إلى المحارم وأهل البيت ……. هذه هي الأيام….واااااااأسفاه