وطنا اليوم – هذه الصورة تم التقاطها في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية التي اشتهر أبنائها بالتكافل والرحمة، والصورة لامرأة عجوز قيل إنها حاولت السرقة، فقام الأهالي بتنفيذ عقوبة عاجلة بحقها فربطوها في عمود وصوروها بعد أن أشبعوها ذلاً وشتماً وإهانة، من دون أن يأبهوا إلى عسر حالها أو يتنبهوا لتدهور صحتها ويتحققوا عن مدى عجزها في إطعام أسرتها.
العجوز المسنة الناحلة التي أتهمت بالسرقة، ظهرت مصلوبة ومغلوبة على أمرها، تجمع حولها شباب من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية، بعد أن التقطوا صورة تذكارية لإذلالها، رأسها محني، يوشك الاغماء عليها من شدة التوبيخ والمهانة من دون ضمير ولا أدنى رأفة لسنّها.
الصورة صدمت قلوب الملايين، وهزت مشاعر شعب بكامله، حيث وصفها ناشطون بأنها تعبر عن اليمن المنهوب والمقهور والمربوط إلى جذع الأجندات الدولية، وجه منتهك حقوقه الآدمية لامرأة مستضعفة ومسلوبة الإرادة تمثل حال الكثيرين ممن دهستهم آلة الحروب، وسحقت كرامتهم طواحين الفقر، ولفظتهم المشافي خارج غرف العناية الرحيمة.
الصورة انتشرت على نطاق واسع، وتداولها ناشطون وحقوقيون على منصات السوشيال ميديا، وأثارت موجة تعاطف كبيرة، لما تعرضت له المرأة من انتهاك في حق آدميتها.
وانبرى ناشطون في الدفاع عن آدمية المرأة التي مسّت عواطفهم، معتبرين أنها جريمة أبكت عيوناً وأدمت قلوباً، متساءلين كيف لامرأة طاعنة في السن دعتها الحاجة لمد يدها الى لقمة لسد رمق جوعها، تعاقب بالتكبيل أمام العالم والبشرية بهذه الطريقة الوحشية. ويضيف آخر :”كان الأولى بهم أن يربطوا بائعي الأوطان والمستعجلين على تقسيم أوصالها وإزهاق روحها التي لم تلتئم إلا بعدما أسيلت دماء، وأزهقت أرواح، وشردت أسر من مختلف مدن اليمن الحزين”.