الصعلكة بين الفعل والفاعل

2 يناير 2022
الصعلكة بين الفعل والفاعل

 

بقلم: جهاد المساعده

قال العرب: الفاعل اسم مرفوع، ولم يقولوا هل تم رفعه بالتدوير أو بالتوريث أو بالترضية أو بالصداقة أو بالعشيرة وغيرها… ولم يقولوا إن بعض الفواعل منصوبة أو مجرورة!!

ولم يقولوا إن بعض الفواعل تختفي وتكل الأمر إلى نائب الفاعل. لكن في غياب الشفافية يصبح الفاعل مجهولًا أو نائب فاعل، وتصبح أفعاله مبنية للمجهول مثل: يُسْرَقُ، يُنْهبُ، يُفْسَدُ، حتى لا نميز بين الفاعل والمفعول به!!.

وقديمًا قال العرب: شوكة خَلّفت وردة، بمعنى أن خيرًا ما قد يصدر عن شرٍّ ما، وأن الفاعل يمكن أن يصدر أعمالًأ إيجابية وأخرى شريرة. ولذلك هناك فرق بين الفعل والفاعل!

وهذا يقودنا الحديث عن الصعاليك، فالصعاليك مثلًا يقومون بأفعال إيجابية، أي أنهم يفعلون الصحيح بأسلوب غير صحيح. ولذلك تكون أفعالهم عظيمة ووسائلهم وأساليبهم شريرة.

زمن هؤلاء الصعاليك لم ينتهِ، فهناك منهم ما زال يحشر نفسه في أدقِّ تفاصيل العمل دون معرفة ولا دراية لكي يقطع الطريق أمام العقول النيّرة، حملاتهم كثيرة ومستمرة بهدف التخريب والتدمير فلم يسلم التعليم ولا الصحة ولا الاستثمار ولا الأسعار ولا غيرها من صعلكتهم.

بعض المسؤولين من قادة ومديرين يقومون بأفعال جيدة بأسلوب الصعاليك، وقد يقومون بصعلكة لكن بأسلوب الشرفاء، فيغطون أنفسهم بالقانون، بمعنى إنهم يقومون بأفعال شريرة لكن بأسلوب قانوني، وبذلك هم صعاليك حقيقيون، والصعاليك هم الأخلاقيون.

وعودة للفعل، فالفعل له أنواع منه الناقص ومنه التام، فالناقص لا يدل على الفاعل كما تدل البعرة على البعير!!

وهناك أفعال إيجابية تصدر عن مسؤول، وأفعال سلبية تصدر عن مسؤول آخر . ولذلك:

نُقيّم الفعل والسلوك، وقد يكون ذلك الصعلوك – الفاعل- شريرًا ولكن قد يكون فيه بعض الخير. 

هل نحن في هذا الزمن بحاجة إلى صعلكة جديدة مثل: شنفرى جديد، وعروة، وتابّط شراً، وشِظاظ؟ لكي يعيدوا مجد صعلكتهم بلا عنف، وليُغنُوا الناس بما يسد حاجتهم، وليحموا العلماء من ألسنة المُتفيْقِهين، فلا آفة أشد على العلم وأهله أضر من الدخلاء فيه وهم من غير أهله، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يحسنون صنعًا.