وطنا اليوم:يستغل مجهولون فترات الحظر الشامل والجزئي، للعبث بالمواقع الأثرية التي تنتشر في مدينة جرش وضواحيها بحثا عن الدفائن والقطع الأثرية، لا سيما وان الحظر الشامل يوفر بيئة مناسبة للحفر بعيدا عن أنظار المواطنين، وفق مواطنين، في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية آثار جرش عدم تسجيل أي ملاحظة أو ضبط بهذا الشأن.
وأكد مراقبون أن العديد من المواقع تعرضت للعبث بشكل أكبر خلال فترة الجائحة، لا سيما وان المواطنين يلتزمون بأوامر الدفاع، بإلتزام منازلهم مما يسهل مهمة العابثين.
وقال رئيس جمعية أصدقاء آثار جرش رفاد العياصرة، إن آثار جرش من أهم الكنوز الأثرية على مستوى العالم وهي معروفة وموثقة في خرائط عالمية، غير أن ظروف جائحة كورونا أدت إلى توقف حركة السياحة اليها بشكل كامل، أسوة بباقي مدن التراث والآثار العالمية.
وأضاف ان توقف الحركة السياحية واعتماد نظام صحي في دوام الموظفين والحراس حرصا على سلامتهم، شجع العابثين على البحث عن الدفائن في مواقع قريبة جدا من المدينة الأثرية وباقي المواقع المنتشرة بكثرة في مدينة جرش.
وأضاف العياصرة، أن العابثين يعتقدون أن مدينة جرش فيها كنوز أثرية ما زالت مدفونة وغير مكتشفة وأنهم قادرون على إخراجها والاتجار بها والحصول على ثروة مالية كبيرة.
ويعتقد أن الحل هو في المحافظة على دوام الحراسة على المواقع الأثرية ودوريات المراقبة، للحد من العبث بالمواقع الأثرية وبالقرب من سياج المدينة الأثرية، لا سيما وان العابثين يقومون بتدمير المنطقة الأثرية التي يبحثون فيها.
إلى ذلك يرى الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن العبث بالآثار هو عبث تاريخي وأثري وبقيمة تاريخية، مشيرا الى انه لا يمكن معالجة أي آثار للعبث بغض النظر عن طريقة العبث سواء كانت بالحفر للبحث عن الدفائن، أو تكسير قطع أثرية لغايات الاتجار بها أو الكتابة عليها بأنواع مختلفة من الدهان.
وقال إن الحل يكمن في مراقبة كافة المواقع على مدار الساعة، وتعيين حراس في المواقع غير المحروسة أصلا، لا سيما وأن العابثيين يقومون بإزالة السياج إن وجد، وتكسير قطع أثرية والحفر تحتها، مستغلين بذلك قرارات الحظر الشامل وإلتزام المواطنين والموظفين بقرارات الدفاع.
إلى ذلك قال مدير آثار جرش محمد الشلبي، إن المديرية تقوم وعلى مدار الساعة بحراسة ومتابعة المواقع الأثرية، وخاصة خلال فترة الحظر الشامل، من خلال تصاريح خاصة تمنح لمديرية الآثار لتتمكن من السيطرة على مراقبة كافة المواقع الأثرية، بهدف منع العبث فيها كون هذا العبث جريمة كبرى ويحاسب فاعلها.
وأكد انه لم تسجل أي ملاحظات للعبث داخل المواقع الأثرية، مرجعا ذلك الى تشديد الرقابة عليها خلال فترات الحظر الشامل والجزئي.
وأكد أن أعمال الحراسة والمراقبة الدورية لم تتأثر بالجائحة لضرورتها للموقع، فضلا عن استمرار أعمال التنظيف والتعشيب والتنقيب عن الآثار داخل المواقع الأثرية، على الرغم من تراجع الحركة السياحة وظروف الجائحة.
وبين الشلبي، أن أعمال التنقيب الحالية في المواقع الأثرية تنفذها دائرة الآثار العامة، وقد نجم عنها اكتشافات أثرية مهمة وأرضيات فسيفسائية، مشيرا الى أن البعثات الأجنبية لم تتمكن من الحضور هذا العام إلى مدينة جرش بسبب ظروف الجائحة.
وأوضح الشلبي، أن المديرية تتابع كذلك أعمال الحفريات والإعمال الإنشائية القريبة من المواقع الأثرية، والتي يتم العثور فيها على بعض الآثار ويتم متابعتها والكشف الحسي عليها على الفور، خاصة وأن ظروف الجائحة لم توقف عمل دائرة الآثار ولم توقف مهمة حماية الآثار ومنع أي شكل من أشكال العبث فيها.
وقال الشلبي إن الحركة السياحية داخل الموقع الأثري تقتصر على أعداد متواضعة من السياحة الداخلية، كون نهاية الأسبوع حظر شامل، وخلال أيام الأسبوع الأغلبية في أعمالهم واشغالهم اليومية.