وطنا اليوم – ديمة الفاعوري – ضربة عسكرية أمريكية ضد موقع نووي إيراني. ملف على طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم تقارير تقول إنه تراجع عن تنفيذها..
وبين التهديدِ والضجيج السياسي تبقى فوهاتُ المدافع موجهة على أهداف في تلك الدولة التي اعتبرتها واشنطن في السنوات الأخيرة سبباً للإرهاب في المنطقة وأذاقتها المرَّ بعقوباتٍ اقتصادية وصفها البعض باللاإنسانية.
لكنها لن تكون نزهةً كما تقول طهران وتحذرُ أن الرد سوف يكون مدويا وشاملا وأكبرَ من قدرة أي إدارة أمريكية على احتمال تبعاته..
ما هي احتماليةُ أن يقدم ترامب في آخر أيام ولايته في البيت الأبيض على خطوة كهذه؟ وهل الحديثُ عن حرب هو محضُ ضجيج سياسي هدفه فرضُ شروطٍ جديدة للحوار أو تعقيدُ العلاقاتِ أمام أي رئيس أمريكي قادم؟
وماذا عن إيران وقدرتِها على مواجهة الشيطان الأكبر حسب وصفها؟ وما هي أورواقها لتغيير تلك السياسة في حال وصول بايدن إلى البيت الأبيض؟
وفي وقت تحدثت فيه وسائل إعلام أمريكية عن إمكانية لجوء الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لشن هجمات ضد خصومه قبل مغادرته للبيت الأبيض، كشفت تقارير خليجية عن اتصالات أمريكية مع جهات عسكرية في المنطقة تمهيدا لعمل عسكري مفاجئ ضد إيران، في وقت حذر فيه مراقبون من تبعات هذه “الخطوة المجنونة واليائسة” على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وكان مسؤولون في البنتاغون عبروا لصحيفة “نيويورك تايمز” عن مخاوفهم من أن تقوم إدارة ترامب بعمليات (علنية أو سرية) ضد إيران أو خصوم آخرين خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية لها في البيت الأبيض. وذلك على خلفية اقالة ترامب لوزير الدفاع مارك اسبر.
ترامب مع إسرائيل سيروج لسلسلة من العقوبات على إيران لمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي، حيث أعدت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها بالتنسيق مع إسرائيل ودول الخليج “بنك أهداف” في إيران ستفرض عليها عقوبات كل أسبوع حتى تنصيب بايدن في 20 يناير”.
وبدا واضحاً ان هناك اتصالات أمريكية مفاجئة مع جهات عسكرية سعودية وخليجية تشير إلى احتمالية التحضير لعمل عسكري في المنطقة ربما يكون ضربة لإيران”.
ووفقا لمنهجي في التحليل القائم على حساب أسوأ الاحتمالات فإن ترامب اتخذ قرارين أعتبرهما تمهيدا لعمل عسكري ضد إيران، الأول هو تغيير المسؤول عن الملف الإيراني وهو صهيوني متطرف يؤمن باستخدام القوة. والثاني هو إقالة وزير الدفاع قبل أسابيع من انتقال السلطة”.
ويبدو ان السيناريو هو أن تشن إسرائيل ضربة مركزة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأسبوعين القادمين وترد إيران بقصف إسرائيل فتتدخل أمريكا من قواعد في الخليج فترد إيران على منشآت النفط والغاز ومحطات الطاقة والمصافي الخليجية وبعد تحقيق الغاية تعلن أمريكا وقف العمليات وتسحب قواتها”.
ترامب لا يوجد لديه الآن شيء يخسره ونتنياهو في أمس الحاجة لعمل تاريخي ينتشله من ورطته، وإن تدمير المشروع النووي الإيراني هو العمل الأكثر توافقا مع عقلية ترامب ونتنياهو وكوشنر، وسيولعها ترامب ويطفيها بايدن بعد أسابيع، وأنصح دول الخليج بعدم الانخراط في هذا الصراع لأنه مدمر لنا جميعا”.
وكان ترامب قد اعطى الكونغرس إخطارًا رسميًا بشأن نقل كميات ضخمة من الأسلحة إلى الإمارات: 50 طائرة من طراز F35 و18 MQ-9 Reapers وذخائر بقيمة 10 مليارات دولار ضمنها آلاف القنابل Mk 82 والقنابل الموجهة بعد ساعات من إقالة إسبر. (هذا) يترك وضعا متفجرا مع إيران للإدارة الجديدة”.