دم الأخوين.. شجرة عمرها 50 مليون عام لا يتوقف نزيفها هدى النجار

1 ديسمبر 2021
دم الأخوين.. شجرة عمرها 50 مليون عام لا يتوقف نزيفها هدى النجار

وطنا اليوم –  هل سمعت يومًا عن «شجرة الأخوين»؟.. وهل تخيلت أن هناك شجرة عمرها 50 مليون عامًا؟ أو أن هناك شجرة تفرز الدم من عروقها؟.. ليس هذا فقط ما جعلها فريدة ونادرة لتصنف من اغرب الاشجار على كوكب الأرض.

البداية، عرفت هذه الشجر بأسماء كثيرة، منها “دم الغزال”، و”دم الثعبان” و”دم التنين”، أما في شبه الجزيرة العربية قديما فأطلق عليها العرب “الصبغ الأحمر”، ولكن كان الأسم الشائع الذي أطلقوها عليها هو “دم الآخوين”، وظهرت لأول مرة في الأرض منذ أكثر منذ 50 مليون سنة ماضية، وكانت تحتل مكانة خاصة عند الفراعنة وذلك وفقا لما أكده عدد كبير من العلماء.

تتواجد شجرة “دم الأخوين” بالقرب في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك يمتد انتشارها من الجزيرة العربية حتى جزيرة “سقطري” في اليمن، وقد فرضت بعض الحماية المشددة عليها لتحاط بسياج وتكون محمية طبيعية لأنها من الأشجار المعرضة للانقراض بسبب الرعي الجائر عليها.

ويعتقد أن شجرة دم الأخوين هي جزء من إحدى القصص الخيالية، إلا أنها في الواقع شجرة حقيقية تنبت على جزيرة سقطرى في اليمن.

 مجال التنوع البيولوجي، إذ تضم مجموعة “مذهلة” من الحياة النباتية والحيوانية قد تصل إلى 900 نوع من النباتات المعروفة في الجزيرة، وذلك وفقًا للموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن، فيما تقع جزيرة “سقطرى” على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب البر الرئيسي في المحيط الهندي.

وأطلق عليها العلماء اسم ” Dracaena Oinnaba” أي «صمغ راتنجي»، ويتم استخراج المادة الصمغية منها التي توجد بشكل أساسي في قشر النبات، وتكون باللون الأحمر الداكن ولا تتميز بأية رائحة أو حتى طعم.

تتميز شجرة “دم الأخوين” بفوائد واستخدامات عديدة في الطب القديم، حيث اشتهرت عند الفراعنة حتى تم الاستفادة منها أيضًا في الطب الحديث، وتتمثل فوائدها في: تعقيم الجروح وتهدئة الحروق وعلاج التقرحات الجلدية، بسبب احتوائها على مكونات تساعد على انقباض الأنسجة بشكل أسرع.

وتستخدم المادة الصمغية المستخرجة من “دم الآخوين” في شد اللثة المترهلة، وذلك لاحتوائها أيضا على مكونات قابضة، فهي تدخل في علاجات كثيرة وفي الأدوية الخاصة بشد ترهلات اللثة، وتساعد في علاج الإسهال الشديد، والمزمن وكذلك تعمل على تقوية الأنسجة الخاصة بالمعدة وكذلك انقباض البطن، وذلك لأن دم الأخوين تحتوي على نسبة كبيرة من العفص.

وفي العصر الفرعوني، احتلت شجرة “دم الأخوين” مكانة كبيرة لأنها كانت تستخدم من أجل إيقاف النزيف الداخلي، في حالة إصابة أي جزء داخلي في الجسم بالنزيف والسبب يرجع إلى أنها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد القابضة الطبيعية والتي لا تحتوي على آثار جانبية.