بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
لم أكن أرغب في الخوض في هذا الملف لولا تزايد الاخطاء الاجرائية في مكافحة انتشار وباء فيروس كورونا الذي اخذ بالتمدد اجتماعيا إذ قفزت الارقام الى مستويات مذهلة شكلت صدمة للراي العام، وحتى العاملين الرسميين في هذا المجال واصبحنا في مصاف الدول التي ينتشر فيها الوباء بشكل متزايد، وقد سجل في احدى الدول المتقدمة 19الف إصابة بفيروس كورونا وتعتبر هذه الدولة من اكثر الدول العالمية تقدما في الرعاية الصحية
تزايد عدد الاصابات لدينا يؤكد ان الانتشار الاجتماعي شيء مؤكد وحتمي وسيأخذ الفيروس حقه في الانتشار شئنا ام ابينا، لكن كيف تعاملنا وما هي خطتنا للتقليل من الاصابات وتسطيح منحناها عند الف اصابة وما دون يوميا، حتى نضمن بقاء النظام الصحي يعمل بكفاءة، هناك اجتهادات ان الحظر يقلل من نسبة الاختلاط وهذا صحيح حين تطبيقة لكنه مهما طال فهو مؤقت ولن نستطيع المراهنة على الحظر في تقليل الاصابات وقد تكون نتائجه عكسية اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.
هذه الاخطاء التي واجهتنا في الحد من انتشار وباء كورونا ما زالت تتكرر، في الوقت الذي نقدر ونرفع من قيمة الاجراءات والجهود التي بُذلت والقرارات التي اتخذتها الحكومة والاجهزة المعنية في سبيل الحد من انتشار الوباء ورفع مستوى الوعي الشعبي بهذا الخطر الداهم .
خطاب التكليف السامي للحكومة الجديدة، تمت الاشارة فيه بشكل واضح لا لبس فيه بضرورة العمل الفوري لاحداث نهضة حقيقية في القطاع الصحي من حيث توفير الاعداد الكافية من القوى البشرية وتدريبها وتوفير الاسرة واللقاحات المضمونة وتوفير الدعم اللوجستي الكامل لتمكين فرق التقصي الوبائي من القيام بعملها على اكمل وجه، اضافة الى التوجه الى الشارع باقناعه بان الفيروس ليس مزحة، وان هذا الوباء الخطير قاتل لكل القطاعات الحيوية في الدولة واذا لم نقم بالاجراءات السليمة كأفراد ومؤسسات سيتمكن منا ويعيدنا الى مربع التفشي الاجتماعي الخطير وستنهار منظومتنا الصحية ولن نكون قادرين على مكافحته.
جملة الاخطاء التي يمكن الاشارة اليها في التعامل مع وباء كورونا تتمثل بعدم الجدية في اخذ الاحتياطات الكاملة؛ واجراء الفحوص الفورية واعلان نتائجها باقصر وقت، اي خلال ساعات حتى يتم السيطرة بتقليل نسبة المخالطين وهذا للاسف لم يحدث واستمعنا لاكثر من قصة حقيقية منها موظفة مستشفى البشير التي أُخذت منها المسحة بتاريخ 29/9/2020 وظهرت النتيجة ايجابية بعد عشرة ايام ولسوء الحظ انها بقيت في عملها طول هذه المدة وتتعامل مع الاف المراجعين يوميا.
الاشارة الى الاخطاء الهدف منه تصحيح الاجراءات حتى نتمكن من تقليل فرص حدوث اصابات وهذا الهم الوطني يتشارك فيه الجميع من منطلق الحس الوطني بغض النظر عن خلفيات من يثيرون هذه التساؤلات او الانتقادات، إذ لا يعقل ان تبقى نتيجة العينة اكثر من اسبوع دون معرفة ، مما يزيد من احتمالية حدوث اخطاء حتى بالنتائج ويزيد من نسبة المخالطين في حال كانت النتيجة ايجابية
حمى الله الوطن وقيادته وشعبه من شر هذا الوباء.
استاذ العلوم السياسية/ جامعة البترا
ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري