اخصائيون يجيبون على سؤال وطنا اليوم حول “حشوات القوائم الانتخابية”

16 نوفمبر 2020
اخصائيون يجيبون على سؤال وطنا اليوم حول “حشوات القوائم الانتخابية”

وطنا اليوم – محرر الشؤون المحليه: وطنا اليوم تفتح ملف المرشحين الحشوات وتحاول ايجاد اجابات عن سبب ترشحهم في قوائم يعرفون مسبقا احجامهم ونتائجهم .

وتتوجه وطنا اليوم بالسؤال الى الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والسياسيين للتعليق على هذه الحالة…التي شكلت خرقا مهما لقواعد السلوك الاجتماعي القويم وتنذر بانهياررمنظومة الاخلاق وتفتح الباب على مصراعيه لتعزيز ثقافة بيع الاصوات.

السؤال: ما الخصائص الشخصية والنفسية  للشخص الذي رضي على نفسه أن يكون (حشوة) في قائمة انتخابية وهو يدرك تماما انه غير مؤهل وغير قادر على تحقيق أي نتيجة ترضي قواعده الانتخابية؟

اجاب ا.د حسين محادين

-عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.

– عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

من الواضح انه قد اصبح لدينا في المجتمع الاردني استسهالا لكل شيء وبعيدا عن الاختصاص او حتى الاهلية الادائية للعمل العام بدليل ما عشناه من ترشح عدد كبير من الجنسين لعضوية مجلس النواب تحديدا رغم ان هذا حق دستور لكل راغب بذلك ،ولعل اعتقاد البعض الخاطىء ان بوسعه المنافسة على اي موقع رقابي تشريعي كالنائب،او حتى التقدم لرئاسة البلديات ومجالس المحافظات اوالعضوية في اي من المجالس النقابية، وبصورة عامة نوعية المتقدمين للمجالس المنتخبة.

وأضاف انه الواضح ان قانون انتخابات مجلس النواب الحالي قد الزم البعض من الاقوياء اداءً عاما وامكانات مالية قد دفعهم لاستقطاب بعض الاشخاص من غير الاكفياء بدوافع مالية ربما بحثا عن استكمال شروط الترشح او عدد من الاصوات. لذا لاحظنا ان اعداد الكتل وتركيبتها قد جاءت الاكبر اعداد والاقل كفاءات في العمل العام بسبب المال الاسود في ظل الظروف الاقتصادية الضاعطة غدعلى الواقع العام  بِطالة وفقر، بالترابط مع حقيقة جديدة مفادها زيادة منسوب الانقسامات داخل المكون العشائري غالبا بدليل ذوبان واقع ما كان سائدا من “إجماع العشائر” لصالح ظهور قوائم مهنية ومناطقية كجزء من التغيرات الاجتماعية والثقافية بالمجمل.

واستطرد محادين، لا غرابة من ظهور تبادل المنافع بين رؤساء الكتل ونوعية الاستقطابات لمترشحين ضعاف..ولعلي لا اميل لاستعمال وصف ما يعرف “بالحشوات” اذ ان التأمر تم ويتم داخل كل كتله بدليل ما سمعنا من تصريحات تشكيكية بدرجة الالتزام بين اعضاء كل كتلة سواء اكان مؤسسا لكتلة او عضوا /ة فيه.

في ذات السياق أجاب الاستاذ الدكتور وليد العويمر /جامعة مؤتة

على الرغم من ذلك إلا أن نظام الحشوة ليس بهذا السوء لأنه من متطلبات وشروط طرح القوائم وجود عدد من المرشحين في نفس القائمة يوازي عدد مقاعد الدائرة وبالتالي يستوجب ذلك تكافل سياسي انتخابي بين عدد من المرشحين بحيث يعمل الجميع لمصلحة القائمة لزيادة فرصة حصولها على أعلى الأصوات لضمان حصولها على مقعد نيابي، وقد تكون تجربة مثمرة لعدد من المرشحين للتعرف عن كثب على كواليس عمليات التشرح للإنتخابات البرلمانية بحيث يطرح نفسه في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى أن هذه العملية ستزيد من مستوى الثقافة السياسية لعدد  كبير من المواطنين لأن كل مرشح له قاعدة انتخابية وبالتالي يزيد ذلك من تواصل المواطنين على مختلف القضايا الوطنية من خلال شعارات وبرامج مرشحيهم

فيما كان رد الدكتوره اسيل شوارب استاذة علم النفس جامعة البترا:

جاء تشكل القوائم الانتخابية في الأصل لضمان دعم المرشحين لبعضهم ولقائمتهم التي حددها القانون أن لا يقل عدد المرشحين فيها عن ثلاثة والاصل أن تضمن للمرشحين في نفس القائمة عدد أصوات متقارب اذا كان الهدف مشترك. إلا أن الواقع جاء مختلفا تماما حيث تتشكل بعنصر قوة وحيدة يشكل قطب القائمة على أساس الثراء المالي والاجماع العشائري والمناصب السابقة أو الشهادات العلمية مع مرشحين آخرين قد يتنافسان بنفس المستوى أما البقية فهم صور واسماء مدرجة لا يمكن أن تحظى بفرص الفوز.

ومع ذلك يصرون على موقفهم في الترشح وطرح برامج انتخابية تقليدية .

لا يختلف هذا المرشح عن الناخب في دوافع السلوك السياسي والتي اصطلح على تسميتها دوافع الكائن الانتخابي بأنها دوافع معقدة تحضر فيها العديد من العوامل و الخلفيات الواعية و اللاواعية التي تتداخل في كل مترابط ينشأ عن مستوى الثقافة الإنتخابية و طبيعة البيئة السياسية و التتنشئة الإجتماعية. وفي تحليل نفسي سريع نجد أن لنا أن هؤلاء الِخاص الذين يرضون أن يكونوا ثانويين في القائم ومع انعدام فرص الفوزللسلطة وهنا أستطيع ان أجزم أن الفوز بمقعد ليس غايتهم ويكفيهم الظهور في اعلانات الترشح وهذا بحد ذاته اشباع لرغباتهم.

هذا التفسير المبدئي لمن أغرته فكرة القائمة فقرر أن يترشح وهو يعلم انعدام فرص الفوز بمقعد لكن المفاجيء انهم بعد اعلان النتائج يحاججون ويشككون بنزاهة الانتخابات فما زال الأمل قائم لديهم . على كل حال تناول علم النفس الإنتخابي الإجابة على الكثير من الاسئلة المتعلقة بسيكولوجية المرشح والناخب لكن يشير لوجود فكرة المرشح “الحشوة ” و في ظل عدم توافر النظريات العلمية الكفيلة  بتفسير الظاهرة  يبدو اننا  بحاجة لدراسة نفسية لجميع المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ مع تحليل علمي للوضع الانتخابي لتكون لنا نظريتنا الخاصة .

الدكتورة مرام ابو النادي استاذة إدارة المعرفة/ جامعة البترا قالت:

لعل المرشح (الحشوة)  الذي ينضم إلى قائمة يفتقر الى الخصائص الشخصية الإيجابية مما يجعله يقبل على نفسه هذا الفعل .

وأضافت لعل أهم تلك الخصائص الشخصية  من وجهة نظري

الشخصية القيادية/الكاريزمية؛  فهو لا يمتلك مقومات الشخصية القيادية الناجحة فالشخصية القيادية تحمل في أولى سماتها التأثير في الآخرين؛ فالقائد في الجماعة شخص كاريزماتي و لهذه الشخصية  مفاتيحها فقد تكون مهارات التواصل مع الآخرين أبسط تلك المفاتيح فالشخص الكاريزمي لديه مهارات تواصلية مميزة منها:

نبرة الصوت و الحس العاطفي مع الآخرين و التواضع بحيث يصل لمن هم أدنى منه و من هم أعلى منه بنفس الدرجة من المهارة و مقدرته في التأثير فيهم والوصول معهم إلى الهدف المشترك المنشود.

  و قد تكون المعرفة المفتاح الثاني؛ بحيث تتجلى المعرفة لديه في مجال معين فتخوله  كسب المجموعة إلى صفه وهم في حالة ذهول من الكم المعرفي الهائل الذي بحوزته فيشعر الآخرون بتفوقه وتميزه عليهم فتصبح هذه الشخصية الكاريزمية صاحبة السلطة عليهم بإرادتهم.

النجاح على الصعيد الشخصي والاجتماعي : قد يكون هذا المفتاح الثالث للشخصية التي يفتقر المرشح لها؛ فالشخصية الناجحة هي تلك التي تحقق إنجازات فردية و أخرى اجتماعية بمعنى أنه ترك الأثر الواضح في إنجازاته على الصعيد الشخصي فقد يكون النجاح مهنيا أو أكاديميا.. وقد يكون إجتماعيا كإنجازه في مبادرات مجتمعية أو أي قيمة مضافة أضافها في حيز مكانه إقليميا. .

ولا بد من التأكيد على أن الشخصية القيادية لا يمكن أن تكون تابعة فهي دوما تستقطب إلى دائرتها التابعين، إذ يجعلهم القائد جزءا من الفريق فهو ليس أنانيا بل تشاركيا. . ومن هنا نستطيع أن نحكم على المرشح الحشوة أنه فقير بحق إلى كل ما تقدم ذكره و نستطيع أن نجزم بأنه إمعة و تابع و بالكاد قادر على إثبات نفسه و وجوده وهذا يقودنا إلى بعض السمات النفسية التي نستشفها من المرشح الحشوة منها:

تدني في تقدير الذات : المرشح الحشوة شخصية تعاني من تدني تقدير الذات فدرجة الرضا عن نفسه ما هي إلا انعكاس لإدراك الآخرين له .. ومن باع نفسه مقابل ثمن فسعره رخيص؛ فالاسم المؤثر في القائمة أي المرشح الأقوى ينظر إليه بدونية ولن يحصل على الاحترام الكامل يضعه احتياط للقائمة  (كمالة عدد).

الارتباك : المرشح الحشوة هش وهشاشته نابعة من إمكانية تحريكة كحجر في لعبة الشطرنج هو يتكىء على الآخرين (الأقوى في القائمة ) ويميل حيث مالت إرادتهم. .. هو الدمية غير الثابتة التي يتم التلاعب بها لتسجيل نقاط لصالح القائمة و على الأغلب يتم الاستغناء عنها بعد تحقيق المصلحة هو مرتبك حتى في الإعلان عن برنامجه المنبثق عن برنامج القائمة لأنه يدرك أن دوره مؤقت.

اللانتماء: الانتماء حاجة من الحاجات الأساسية في هرم ماسلو فجميعنا بحاجة إلى الشعور بأننا ننتمي إلى مجموعة وفقا للسياق الاجتماعي الذي نكون فيه؛  فهل يشعر هذا المرشح  الحشوة أنه في المكان الصحيح أم يشعر أنه صفر حافظ منزلة هو يعرف أنه العنصر الوحيد غير الثابت فكيف يمكن أن يستشعر الأمان في مجموعة تعتبره الحلقة الأضعف. .. لكن لا ننسى أنه من قبل على نفسه الضعف و الهوان .. فكان وجوده بناء مقابل مادي بخس. .. و إن ارتفع السعر فكيان الإنسان وكرامته لا يقدران بثمن. .. فمن يهن يسهل الهوان عليه.

وكان رأي الاستاذ الدكتور وليد العويمر/ جامعة مؤتة

على الرغم من ذلك إلا أن نظام الحشوة ليس بهذا السوء لأنه من متطلبات وشروط طرح القوائم وجود عدد من المرشحين في نفس القائمة يوازي عدد مقاعد الدائرة وبالتالي يستوجب ذلك تكافل سياسي انتخابي بين عدد من المرشحين بحيث يعمل الجميع لمصلحة القائمة لزيادة فرصة حصولها على أعلى الأصوات لضمان حصولها على مقعد نيابي … وقد تكون تجربة مثمرة لعدد من المرشحين للتعرف عن كثب على كواليس عمليات التشرح للإنتخابات البرلمانية بحيث يطرح نفسه في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى أن هذه العملية ستزيد من مستوى الثقافة السياسية لعدد  كبير من المواطنين لأن كل مرشح له قاعدة انتخابية وبالتالي يزيد ذلك من تواصل المواطنين على مختلف القضايا الوطنية من خلال شعارات وبرامج مرشحيهم

أما الدكتور حسين العموش وهو صحفي ومدير عام جريدة الدستور فقد قال في ذات السياق:

هناك اكثر من عامل اهمها العامل المادي إضافة إلا  أن هناك من يسعى للشهرة او عامل يقوم على علاقات شخصية بين المرشح وهذا الشخص، وفي نطاق الرصد الذي شاهدناه جميعا هناك من حصل على مئات الأصوات والبعض حصل على عشرات الأصوات ومن يحصل على أقل من ألف صوت يكون مدرك على أنه لن ينجح  وقياس الرأي العام  يؤكد ذلك ونأمل ان يكون هناك عتبة وهي تعني النسبة المئوية التي تحدد الحد الأدنى لنجاح القائمة.

فيما كان راي الدكتورة ميساء رواشده بهذا الصدد :

عادة تترشح بعض الشخصيات في قوائم الانتخابات وتكون بالعادة لا تملك الخبرة السياسية وليس لها اي مشاركات في العمل العام وياتي ترشحها كنوع من تقديم خدمة للمرشح الرئيس الذي يتصدر القائمة والذي يرغب ان يحصل على اكبر عدد من الاصوات ويتصدر قائمته دون منافسة من المرشحين الاخرين داخل نفس القائمة

احيانا هناك  اشخاص مغمورين يرغبون بالشهرة التي تقدمها لهم الانتخابات سواء من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي او من خلال الصور المعلقة في الشوارع والميادين والبعض يعتقد ان خوضه لغمار الانتخابات يعطية خبرة ومسمى مرشح سابق مما يزيد من ثقته بنفسه ويسوق ذاته على انه شخص مهتم بالشأن العام ولديه توجهات سياسية اي يصنع لنفسه صورة في اذهان الافراد في المجتمع تنعكس على ذاته فشعوره باهميته كشخص مشهور لديه مساهمات في الانتخابات البرلمانية يشبع غروره ويزيد ثقته بالنفس بالاضافع البعض يترشح لتقديم خدمة للمرشح الرئيس في القائمه ايجابي له اصوات عشيرته واقاربه لمساندة القائمة التي ستفرز غالبا مرشحا واحدا فقط وبالطبع ليش حشوه

في النهاية المكانة الاجتماعية التي يرغب ان يؤكد عليها مرشح الحشوه هي الدافع وراء قبوله ان يكون ضمن قائمة انتخابية يدرك ان فرصته بالفوز ضعيفة او تكاد تكون معدومة فمن يترشح للانتخابات كمن بوجه رسالة للمجتمع يقول انا موجود انا قادر وهناك من يرى اني الاكفأ