وطنا اليوم – انتقل الى رحمة الله اليوم صاحب كتاب « الأردن لمن ؟ « للعميد الركن المتقاعد بادي عواد الرديني رحمه الله الذي يعبر عن كتابه بكلمة موجزة على الغلاف الرئيس « يـُخلي ضميره ويتحدث» .
الكتاب الذي يعد مرجعا مهما لما يضمه من توثيق شفوي وصور نادرة اشتمل على خمسة فصول هي : « الأردنيون والبدو … كيمياء مظلومة « ، و»الدم الأردني على أسوار القدس «، « بين الـ 48 والـ 67 جبهات أردنية مفتوحة « ، و»في الطريق إلى حزيران « ، و» خطوط حمراء لها كلفتها» ، فيما اشتمل الفصل الأخير على مواقف ومقالات نشرت في الصحف المحلية « . الكتاب الذي طبع في مطابع «الدستور» وصممه من «الدستور» شريف حزين ، ومعاوية اللحام كتبت الزميلة ملك التل على صفحة الغلاف وتحت عنوان « معركته الخامسة « : «هي سيرة ذاتية أو توثيق شفهي في التاريخ السياسي الأردني الحديث ، حيث الكتب في هذا المجال التوثيقي قليلة جدا ، فالسياسيون وبالأحرى المتقاعدون العسكريون ، الذين نهضوا بمسؤولية استذكار وتدوين ما كانوا شركاء في صناعته أو شهودا عليه ما زالوا ندرة « . وتقول التل : « بادي عواد … واحد من هذه الندرة وإن تميز عنهم بـ « صوفية بدوية فدائية « تجعله يسجل كل ما رآه بعفوية موجعة ، دون ان يخشى إحراج الأصدقاء ، أو شراء وجع الرأس ، أو عداوات الكثيرين ممن زالوا احياء أو ممن توارث أبناؤهم السلطة والنفوذ « . الكتاب الذي جاء في 246 صفحة من القطع الكبير وبطباعة فاخرة يهديه المؤلف للأجيال القادمة من الشباب الأردني الذين نشعر بأنهم سيواجهون مستقبلا مفتوحا على شتى أنواع الصعاب والتحديات» .
حيث الوزير الاسبق سميح المعايطة كتب في عام ٢٠١٤ حول كتاب الرديني ” الاردن لمن ؟ “
كتابا يضم مذكرات احد ضباط الجيش العربي من ابناء عشيرة اردنية كريمة العميد المتقاعد بادي عواد الرديني يتحدث فيه عن العديد من القضايا ومنها مشاهداته اثناء حرب 1948 حيث كان احد رجال الجيش العربي.ويروي صاحب المذكرات بعض اﻻحداث التي تستوقف القارئ بما تحمل من رجولة صادقه.
اول هذه الحكايات في الكتاب الذي حمل اسم اﻻردن لمن.حادثه اثناء معركة باب العامود وتحديدا معركة نوتردام حيث يروي صاحب الكتاب انه كان يتسابق مع قائد السرية غازي الحربي ورخيص عابد وعبدالله الحربي للوصول الى جنود العدو ويضيف « وماكدنا نحرك ساكنا حتى اصيب رخيص عايد بصليه في بطنه فظهرت امعاؤه ليقوم بادخالها ولف الشماغ حول بطنه ودخل نوتردام وهو ينزف «.
كل هذه اﻻسماء ﻻنعرفها لكن ما نعرفه ان بطل القصة نموذج للروح القتالية اﻻستشهادية حيث يلف بطنه بشماغه على امعائه الخارجة من اﻻصابه.وهناك المكان المقدس للشماغ عنوانا للصدق والرجولة.وهذا النموذج وامثاله من الرجال يستحقون ان يكونوا رموزا للرجولة.
حكاية اخرى من الكتيبه الثانيه حيث كان حمدان البلوي في مدرعته مع سائقها.وكانت المدرعة تسير ﻻحتلال القباب.حيث ﻻحظ ان المدرعة تتمايل يمينا ويسارا.فنهر البلوي السائق معتقدا انه مضطرب من الخوف.فقال السائق ان الذي خوفني هذه واشار الى عينه.واذ هي مقلوعه وحجبت عنه الرؤية فكان التمايل في مسار المدرعة.
السائق اخذ عينه واعطاها لقائد المدرعة وبقي يقود مدرعته بعين واحدة وعينه تنزف. هذا السائق نموذج اردني وليس بطلا لفلم.وهو نموذج لجندي اردني عربي يستحق ان تدرس اجيالنا حكايته.
ويروي صاحب الكتاب واحد المشاركين في تلك المعارك عن بطوﻻت الكتيبه الرابعة وقائدها الفارس حابس المجالي رحمه الله.والتي حققت انتصارين كبيرين في معركتي باب الواد بعد اقل من اسبوع على نصر حققته في معركة اللطرون.ويذكر مقولة مؤسس كيان اﻻحتلال بن غوريون امام الكنيست عام 1949 ؛ لقد خسرنا في معرمة باب الواد وحدها امام الجيش اﻻردني ضعفي قتلانا في الحرب كامله.
مارويته من حكايات نجد امثالها في كتب وذكريات عديدة.وكم نتمنى ان نرى بعضها حكايات درامية نشاهدها كبارا وصغارا.فهذه اﻻسماء الكريمة ﻻبطال الحكايات ﻻنعلم عنها لانها مارست البطولة بصدق ورجولة ولم يخطر على بال اي منهم اننا في عام 2014 سنقرا حكايات رجولتهم وسنردد اسماء ﻻنعلم ان كانت بيننا ام في رحاب الله تعالى.
وحتى عندما نحتفل كل عام بذكرى تعريب قيادة الحيش العربي فان هذه الذكرى الوطنية التي صنعها الحسين رحمه الله نفذها رجال من ضباط القوات المسلحة يجب ان نقدمهم للاردنيين فهم جزء من الحكاية.وهم من نفذوا امر قائدهم اﻻعلى.
كيف نقدم كل هؤﻻء الرجال ﻻجيالنا رموزا ونماذج للقدوة؟ سؤال ليس مستحيلا.فبطولة هؤﻻء من جنود وضباط جزء من هويتنا الوطنية اﻻردنية.وكم هو اﻻعتزاز الوطني عميق حين تكون حكايات الرجولة في مناهجنا واعلامنا ، فالذاكرة الوطنية يجب ان تحمل اسماء الصادقين مهما كانت منازلهم ومراتبهم.