وطنا اليوم – كتب الدكتور احمد ابوغنيمة في منشور له عبر صفحته في موقع التواصل فيسبوك ، وقفات سريعة مع كتاب ” من الدعوة إلى السياسة.. الإخوان المسلمون في الاردن: تاريخهم وافكارهم “، للاستاذ ابراهيم غرايبة.
بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجيه في الجامعة الاردنية، حضرت جزءا من الندوة النقاشية التي اقامها المركز للكتاب اعلاه، وبعد قراءة اجزاء من الكتاب اقول واستنادا لقراءة علمية بحثية قمت بها:
– الكتاب وبما احتواه من افكار للكاتب، بعيد كل البعد عن المنهجية العلمية في البحث العلمي، فهو يمثل وجهة نظر الكاتب وبعض خصوم الإخوان ، فلم يكن هناك عرض للآراء للطرف الآخر المعني بالكتاب.
– الكاتب حاول ان يتدثّر بغطاء علمي اكاديمي في كتابه، ولكنه في حقيقته غطاء للرواية الرسمية والامنية في نظرتها وعلاقتها مع الإخوان في الاردن.
– الكتاب يحمل اساءات كبيرة لقيادات حركة حماس وفيه تغييب لكثير من المعلومات حول تواجد الحركة في الساحة الاردنية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي؛ فلا يليق ابداً وصف قيادات حماس بانهم ” موظفون في حماس “، او الإدعاء بان الشيخ احمد ياسين لم يكن يعرف رئيس المكتب السياسي لحماس منذ عام ١٩٩٤م الاستاذ خالد مشعل عندما التقاه وجهاً لوجه بعد الإفراج عنه عام ١٩٩٧ بعد محاولة اغتيال الاستاذ مشعل.
لقد غلبت روايته ( اي الكاتب ) عن تواجد قيادة حماس في الاردن وعلاقتها بالإخوان على تقارير امنية ( يبدو انه اطلع عليها ) وليس تحليلاً سياسيا مبني على اسس علمية تستند إلى وثائق وحقائق.
– ركز الكاتب على اتهام الإخوان في الاردن بالتطرف والتشدد الديني وانهم منفصلون عن واقع مجتمعهم الاردني؛ وهذا موضوع يدحضه الواقع والتاريخ.
– ركز الكاتب على تقسيم قيادات الإخوان في مرحلة الربيع العربي ، بان جزءا منها يمثل تيارا متشددا والجزء الآخر وصفه بالتيار الوطني المعتدل !!.
– تبنّى الكاتب وبشكل يُبعده عن الموضوعية العلمية؛ وجهة نظر شقيقه د. رحيل غرايبة بالاستعانة بمقالات له عندما كان عضواً في قيادة الإخوان، دون ان يقدّم للقارىء وجهة النظر الأخرى.
– كما تبنّى الكاتب وجهة النظر الرسمية والامنية عند تناوله موضوع انشقاق مجموعة من قيادات الإخوان وتاسيسهم ” جمعية جماعة الإخوان المسلمين “، وغفل الكاتب ( عن قصد كما ارى )، ان هذا الانشقاق كان برعاية رسمية وتم الترتيب له في اروقة اجهزة الدولة، وغفل كذلك عن ذكر ان هذه الجمعية بقيت في الخداج رغم مرور سنين على إعلانها.
– هذا الكتاب يُضاف إلى سلسلة طويلة من الكتب التي كتبها خصوم الإخوان، ولكن الجديد فيه انه جاء بقلم من كان من الإخوان لسنوات طويلة.
– هذه وقفات سريعة لكتاب الاستاذ الغرايبة، وقد قلت له يوم امس بعد الندوة ” انني ساكتب عن الكتاب بعد قراءته فأرجو ان تتحملني “، فآمل منه ان يتحملني فيما كتبت وفيما ساكتب بعد قراءة الكتاب قراءة نقدية علمية تنسجم مع دراساتي الاكاديمية التي افادتني كثيراً في تقييم الكتب والأبحاث العلمية والاكاديمية.
