هندسة الجدل التواصلي… إبعاد التحرش وتمرير مخرجات اللجان والسؤال لماذا الان ؟

14 أكتوبر 2021
هندسة الجدل التواصلي… إبعاد التحرش وتمرير مخرجات اللجان والسؤال لماذا الان ؟

نضال ابوزيد

منذ بداية عمل اللجنة الملكية لتطوير منظومة الإصلاح السياسي، انطلقت عدة مفرقعات إعلامية تخديرية، بدأت بإستقالة عضو اللجنة الملكية لتطوير منظومة الاصلاح السياسي عريب الرنتاوي ثم انتقلت العدوى الجدلية إلى حديث أثار الشارع، جاء على لسان عضو اللجنة أيضا وفاء الخضرا بعدهم جاءت استقالة الدكتور حسن البراري المفاجأة، رغم ان هذه التطورات ارتبطت بتداخلات وإختلافات في أنماط التفكير والايديولوجيا لشخوص اللجنة مدار الحدث، حتى وإن لم يكن بينها ترابط فقد تم استغلالها وتغذيتها والاستفادة منها في تسيير بوصلة الجدل والنقاش بعيدا عن عمل اللجنة ، رغم أن هناك تراتبية زمنية تشير إلى أنها مصطنعه و ليست عبثية .

 

فيما استمر مسلسل الإلهاء والانشغال بقضايا جانبية من خلال الزج بمفاهيم جدلية او حقن بور التواصل الاجتماعي بمصطلحات مثيرة كان منها:

جدل الأحزاب

جدل الكوتات

جدل المواطنة 

جدل الهوية الجامعة 

ثم ما لبث أن ظهر جدل اتفاقية سيداو 

إذا ما دققنا نجد أن ثمة فارق زمني بين كل قصة واخرى حيث إستقالات كلا من :

الرنتاوي جاءت بتاريخ ٦/٢٦, في حين استقالة الدكتورة وفاء الخضرا جاءت بتاريخ  ٧/٢٣، تبعها استقالة الدكتور حسن البراري  بتاريخ  ٨/١٦،  هنا ثمة فارق زمني كان تقريبا شهر بين كل حدث والأخر يزيد او ينقص، في حين كانت هذه القصص تأخذ جدلية بين اسبوع الى عشرة ايام، في نفس الوقت كان بين كل استقالة واخرى تمرر قصص جدلية تاخذ اسبوع او اكثر وما ان تنتهي قصة جدلية حتى تدخل أختها على الخط التواصلي.

عُقدت اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية وخرجت توصياتها وأصبحت في المراحل النهائية لإقرارها وكلما ارتفع مستوى النقد والجدل لمخرجات اللجنة كلما خرجت قصة إلهاء ابعدت الجدل التواصلي عن اي شي يتعلق باللجنة في حين أن  لجنة اخرى يبدو ان بوصلة النقاش نسيتها او تم تناسيها تم حشوها بمهارة بين ثنايه لجنة الإصلاح  لا نعرف لغاية اللحظة ماذا فعلت وماذا تفعل وهي لجنة تطوير امتحان التوجيهي التي يرأسها الوزير الاسبق عزمي محافظة والتي توصف حسب مراقبين بانها  (لا حس ولاخبر).

إذا ما الذي يحدث؟ يبدو ان هناك رتابه تسلسلية في تطورات الاحداث تحاول تنميط سلوك المشهد وهندسته جدلياً حسب مستوى الإصغاء وحسب مستوى الكلام على مواقع التواصل الاجتماعي ، ثمة محاولات هندسية تعبث بها أدوات الدولة لإبعاد التشويش والجدلية عن خطوط سير عمل اللجان ،  فيما يبدو ايضا ان هذه التراتبية في زج الأحداث وسط المشهد التواصلي الجدلي بعبارات وقصص ابعدت الإهتمام عن اللب الى القشرة ، مشهد يبدو انه يتم العبث به بشكل محسوب بدقة ، حتى وان لم يتم صنعه و خلقه و جاء صدفة فقد تم استغلاله بدقة ، ليبقى السؤال الأعمق لماذا تم ويتم تسخير كل هذا الجهد لأدوات الدولة في إخراج المشهد كما يراد له أن يخرج ؟ سوا ان وراء الأكمة ما وراءها .