وطنا اليوم:يحتفل العالم اليوم 10/10/2021 باليوم العالمي للصحة النفسية وموضوعه لهذا العام “الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً”، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية الى أن جائحة كورونا أثرت بشكل فادح على الصحة النفسية للناس بسبب تعطل خدمات الصحة النفسية، وتضررت بعض الفئات بشكل خاص، بمن فيهم العاملين والعاملات في الرعاية الصحية والأشخاص الذين يعيشون لوحدهم، والطلاب والطالبات، وأولئك المصابين بحالات صحية نفسية أصلاً.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن تداعيات جائحة كورونا والإجراءات الإحترازية المتخذة لمواجهتها ومن بينها حظر التجول والحجر المنزلي، شكلت نقطة تحول رئيسية في حياة أفراد الجتمع ككل وفي حياة النساء والفتيات تحديداً، وأدى الى وجود مشاكل متعددة الجوانب وواجهن العديد من التحديات التي أثرت بشكل مباشر على صحتهن العامة وصحتهن النفسية.
والإكتئاب هو حالة مرضية يشعر المصابون بها بالحزن الشديد ولا يجدون متعة فى ممارسة الأنشطة، التى تُدخِل عليهم عادةً الفرح والسرور، بل ويستصعبون أداء مهام حياتهم اليومية، ومن الممكن أن يصيب الاكتئاب أى شخص أينما كان، وخصوصاً الفئات السكانية التى تمر بأزمات إنسانية، وفى إقليم شرق المتوسط، يتأثر شخص من بين كل 5 أشخاص بالاكتئاب والقلق جراء وقوعه فى براثن الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والتشرد”.
وقد أثر فقدان الدخل أو الوظيفة على نوعية حياة النساء، وزاد من حدة الفقر وفاقم من مشكلة الأمن الغذائي والتغذوي، مما أدى الى تراجع في تلبية الأسر لاحتياجاتها. وواجهت الكثير من الفتيات صعوبات تتعلق بالتعليم عن بعد، خاصة في المناطق الريفية والنائية وفي مخيمات اللاجئين، حيث لا تتوفر لجميعهن خدمات انترنت سريعة وفعالة، ولا تملك العديد منهن أجهزة كمبيوتر، كما واجهت اليافعات صعوبات في استخدام منصات التعليم عن بعد المعتمدة من وزارة التربية والتعليم أو من قبل مدراسهن الخاصة.
وعانت النساء والفتيات من صعوبة الحصول و / أو الوصول الى خدمات الصحة الإنجابية والجنسية بسبب الحجر المنزلي، وعلى الرغم من إمكانية تواصلهن عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أو التراسل الالكتروني، إلا أن تلبية هذه الخدمات والوصول اليها لم يكن كافياً ولا يخدم احتياجاتهن بالشكل المناسب.
كما ارتفعت مستويات التوتر النفسي والقلق لدى النساء والفتيات بسبب الانقطاع عن التواصل الاجتماعي وعن التواصل مع زميلاتهن وزملائهن في العمل والمدرسة، وعدم قدرة الفتيات على الذهاب الى مدارسهن، وتراجعت تبعاً لذلك صحتهن العامة وصحتهن النفسية بشكل خاص.
وعانت العديد من النساء والفتيات بأشكال مختلفة من العنف، كالعنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والالكتروني، وعادة ما يرتكب العنف ضدهن من الأزواج والأباء والأخوة، حيث ارتفعت نسب العنف الأسري خلال أول شهر من الحظر بأكثر من 30% مقارنة مع ذات الفترة من عام 2019 وفق أرقام إدارة حماية الأسرة،
جائحة كورونا وتداعياتها ترفع حالات الانتحار في الأردن بنسبة 45% لتصل الى 169 حالة عام 2020
كما أظهر التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2020 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية ارتفاعاً في حالات الانتحار التام في الأردن وهي الأعلى منذ 10 سنوات إن لم تكن الأعلى على الإطلاق، حيث وصلت حالات الانتحار التام الى 169 حالة خلال عام 2020 وبنسبة ارتفاع بلغت 45.7% مقارنة مع عام 2019.
ووقعت في الأردن خلال آخر 5 سنوات 677 حالة إنتحار تام (2016-2020) حيث سجل 120 حالة عام 2016، و 130 حالة عام 2017، و 142 حالة عام 2018، الى جانب تسجيل 116 حالة عام 2019 و 169 حالة عام 2020.
وأصبح موضوع الإنتحار ومحاولاته خاصة بين الإناث قضية ذات أهمية بالغة بعد الإرتفاع المستمر في عدد الحالات خلال السنوات الماضية. والإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الإنتحار و 62% من محاولات الإنتحار، إلا أن أرقام عام 2020 تشير الى الاتجاه التصاعدي لحالات الإنتحار، حيث كان لجائحة كورونا وتداعياتها آثاراً سلبية كبيرة ادت الى الانتحار أو محاولة الانتحار.
وتعرب “تضامن” عن قلقها البالغ من عودة حالات الإنتحار الى الإرتفاع خلال عام 2020 بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الإحترازية المتخذه ومن بينها منع التجول الكلي والجزئي والحجر المنزلي وتدني أو فقدان الدخل، وفقدان العديد من الأفراد لوظائفهم، وإرتفاع حالات العنف الأسري ضد النساء والفتيات. وتدعو كافة الجهات المعنية الى إتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الآثار السلبية الناشئة عن جائحة كورونا ولا زالت، والتي قد تؤدي (لا سمح الله) الى استمرار الزيادة في حالات الإنتحار.