وطنا اليوم-منذ أن انطلق الفيلم الوثائقي حبيبي بيستناني عند البحر للمخرجة ميس دروزة في عروضه في 2013 بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وهو يحظى باهتمام كبير جعله يشارك بعد ذلك في عدد كبير من المهرجانات الدولية، حصل خلالها على جوائز عديدة، بفضل اللغة الشاعرية التي يقدم الفيلم بها أحداثه، والمقابلات التي تفادت الرتابة الموجودة في معظم الأفلام الوثائقية التي تعتمد عليها بشكل أساسي، والآن يحصل الجمهور على فرصة مشاهدته عبر منصة شاهد.
في الفيلم تبحث المخرجة عن حبيبها الخيالي حسن في فلسطين، وأثناء ذلك، تُجري مقابلات مع أهالي فلسطين، من مختلف الأعمار والاتجاهات الفكرية، بهدف التساؤل عن إمكانية التملّص من واقع المكان وعن الحاجة للإيمان بالأحلام. على طول الفيلم، تحرض ميس دروزة عالمي الحلم والواقع بعضهما البعض لاستثارة تساؤلات من قبيل: “كيف يمكنك أن تعود إلى مكان غير موجودٍ إلا في ذهنك؟”، “كيف يمكنك التشبث بالحياة بالوقت الذي أنت محاط فيه بهذا الكم من الموت؟”، “كيف يمكنك مواصلة الإيمان بحلم ما، بينما العالم من حولك يعيش واقعاً آخر؟” و”كيف لك أن تمتلك روايتك عن الحقيقة في الحين الذي سلبك التاريخ إياها؟”.
يأتي هذا الفيلم تكريماً لـحسن حوراني، الفنان الفلسطيني، الذي حلّق وارتقى بمخيلته فوق الاحتلال. أنجز حوراني “حسنفيكل مكان” – وهو كتاب رسم وشعر للأطفال – قبيل موته المأساوي غرقاً في بحر يافا الممنوع عام ٢٠٠٣.
خلال العام الأول من إطلاقه بالمهرجانات السينمائية الدولية، نال حبيبي بيستناني عند البحر جوائز: جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم تسجيلي طويل في الدورة الـ ١٧ من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، جائزة أفضل وثائقي من مهرجان ميد فيلم في روما ضمن منافسات القسم الدولي بالمهرجان، جائزة غولدن لينكس لأفضل فيلم وثائقي طويل من مهرجان مخرجون جدد أفلام جديدة في البرتغال خلال شهر يونيو – حزيران ٢٠١٤، والجائزة الكبرى ضمن منافسات القسم الدولي في المهرجان الدولي لسينما المرأة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بالإضافة إلى ترشح الفيلم رسمياً لـجوائز سكرين آسيا الباسيفيكي في مدينة بريسبانا بأستراليا ضمن فئة الفيلم الوثائقي الطويل.