وطنا اليوم – روى نقيب الصحفيين ورئيس تحرير يومية “الرأي” الأسبق سليمان القضاة، عدة مواقف مع الملك الراحل الحسين بن طلال، أوردها الكاتب أحمد ابوخليل في اصداره الجديد، “حكايا الحسين مع الناس” ضمن “كرسي الملك” لمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية.
وقال القضاة في شهادته إن الملك الراحل كان يحرص أن يكون موجودا في أي لقاء كنقيب للصحفيين، مشيرا إلى أن أول مشكلة كانت عام 1993، عندما نشرت إحدى الصحف الأسبوعية خبرا يطال القوات المسلحة الموفدة كبعثة قوات السلام في البوسنة، فاستدعى الملك الراحل القضاة ومجلس النقابة، وكان غاضبا وقال: “جيشكم كمان (أيضا)؟ وصلت للجيش؟”.
تكلمت بطريقة دبلوماسية دقيقة، يقول القضاة، فرد عليه الحسين: “شايفك بتحكي مثلي، شو رأيك تقعد محلي”.
يتحدث القضاة عن الحسين عموما: “لما يكون راضي بقول شوفولنا الغدا، إذا زعلان ما فيش شاي!”، ثم يضيف بخصوص تلك المحادثة: “على الغدا كان الشريف (زيد بن شاكر) قاعد جنب الملك، فسألت “يا سيدي ماذا بالنسبة لزميلنا المسجون؟ اجاب: شو المطلوب؟ قلت: اللي بتؤمر فيه”. فتوجه الحسين للشريف زيد كما رصدت عمون: سامع يا سيادة ابو شاكر؟ نقيب الصحفيين بده إيانا نفرج عن هذا اللي كتب عالجيشّ ثم واصل قائلا للشريف: “طلعوه”.
ويضيف القضاة: استمرت العلاقة بهذه الطريقة، وأذكر في عزاء الكاتب والأديب عبدالرحيم عمر الذي كان الملك يحبه كثيرا، وهو سابقا كان من قادة الشيوعيين، وأرسله الملك الى بريطانيا لعلاج عيونه، بعد عودته بمدة قصيرة توفي، وعند لقائنا في بيت العزاء، وبعد أن قال الملك كلمات عزاء في المرحوم، قلت له: “أنا أرد الفضل إلى رب العالمين ثم لك أنت، لأنك لم تقصر معه ومع أي أحد منا”.
يقول القضاة: كنا حوالي 60 صحفيا في هذا اللقاء، وقد نزلت دموع الملك يومها.
وأوضح “عندما يكون الملك زعلان على الرأي يوجه لفتة خفيفة، فيكتفي مثلا بعبارة: هاي بلدكم