وطنا اليوم:يشارك الأردن، اليوم الجمعة، دول العالم الاحتفال بيوم المسنين العالمي، الذي يصادف في الأول من شهر تشرين الأول من كل عام، تحت شعار “حقوق الملكية الرقمية لجميع الأعمار”، ليؤكد على موضوع المساواة الرقمية لجميع الأعمار، والحاجة إلى تمكين المسنين من الوصول إلى العالم الرقمي والمشاركة الهادفة فيه.
معنيون أكدوا أهمية تسخير التكنولوجيا لخدمة كبار السن من خلال تيسير استخدامهم لوسائل التكنولوجيا وإيجاد كل ما يمكن أن يسهل عليهم حياتهم ويساعدهم بتحقيق حياة كريمة.
وبين أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد فخري مقدادي، أن الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي أعدها المجلس مع اللجنة الوطنية لكبار السن خلال العام 2018، أكدت ضمن خطتها التنفيذية على ضرورة إقامة دورات تدريبية لكبار السن متخصصة في مهارات الحاسوب والانترنت لتعزيز قدراتهم في استخدام التكنولوجيا.
وتقدر أرقام دائرة الإحصاءات العامة، أنّ مسنًّا من بين كل عشرة ممن تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا و64 عامًا يستخدم الحاسوب، فيما يستخدم الحاسوب مسن من بين كل 26 ممن يزيد عمره عن 65 عامًا بحسب نتائج مسح استخدام تكنولوجيا المعلومات داخل المنازل لعام 2018 الصادر عن الدائرة.
ورغم أن التطورات التكنولوجية المتسارعة تزيد من الآمال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل أسرع فإن “نصف سكان العالم ما زلوا خارج المسار” بحسب الموقع الالكتروني للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن النساء والمسنين يعانون من غياب المساواة الرقمية أكثر من غيرهم من فئات المجتمع الأخرى لافتقارهم إلى التقنيات، أو لضعف استفادتهم بشكل كامل من فرص يتيحها التقدم التقني.
وأوضح مقدادي، أن اختيار شعار ” عدالة رقمية لكافة الاعمار” للاحتفال باليوم العالمي لكبار السنّ يأتي لتسليط الضوء على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا للتذليل مصاعب حياة يواجهها الإنسان مع تقدمه في العمر.
وتابع، أن بعض الدول استحدثت تطبيقات على الهواتف الذكية تقدم ارشادات للمسن لمنع سقوطه، وتذكيره بمواعيد تناول أدويته.
وأشار مقدادي، الى أن الاحتفال هذا العام جاء وقد حقق الأردن انجازا في هذا المجال بعد إقرار رئاسة الوزراء مؤخرا نظام صندوق كبار السن بانتظار نشره في الجريدة الرسمية للسير في إجراءات تأسيس الصندوق.
وبين، أن الصندوق سيساهم في الارتقاء بكافة الخدمات المقدمة لكبار السن، بالإضافة الى تنمية خبراتهم وقدراتهم ومهاراتهم.
ويقدر عدد المسنين (من يزيد عمره عن 60 عاما) في المملكة بنحو 588 ألف نسمة يشكلون ما نسبته 5.4 بالمئة من إجمالي السكان بحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020.
بدوره، أكد مدير مديرة الأسرة والحماية في وزارة التنمية الاجتماعية عامر حياصات، أن الوزارة تولي جل اهتمامها لكبار السن، حيث أقر مجلس الوزراء مطلع الشهر الماضي نظام رعاية المسنين لسنة 2021 وتم نشره بالجريدة الرسمية .
وأوضح، أن النظام يهدف الى تقديم خدمات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للمسنين من خلال إيجاد حساب خاص لذلك وتحديد أوجه الانفاق منه إلى جانب تشجيع أهل المسنين غير المقتدرين أو المتبرعين على رعايتهم منزلياً.
وأشار إلى أنه يتم العمل حالياً على إقرار نظام يختص بالهائمين على وجوههم في الشوارع والأماكن العامة دون مأوى من فاقدي السند الأسري ضمن الفئة العمرية (18-60) للذكور ومن (18-55) للإناث.
وبين، أنه لا يوجد في الوقت الحالي تشريع للتعامل مع هذه الحالات والتي يتطلب وجود مكان آمن لرعايتها وتقديم كافة الخدمات الايوائية والاجتماعية والنفسية لها.
وأشار حياصات إلى أن هناك (359) مسنا ومسنة في كافة دور الرعاية منهم 126 مسنا على نفقة الوزارة والباقي على نفقتهم الخاصة.
وأضاف، أن وزارة التنمية تنفق سنويا نحو 517 ألف دينار لشراء خدمات رعاية ايوائية متكاملة لكبار السن من جمعيات خيرية بواقع (280) دينارا عن كل مسن شهرياً.
وأكد، أن الوزارة تتابع أوضاع المنتفعين، بشكل دوري للتأكد من تقديم جميع أشكال الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية بما يصون كرامتهم ويمكنهم من العيش في أجواء مريحة.
ولفت إلى أن دور رعاية المسنين تستقبل جميع فعاليات المجتمع المحلي من طلاب جامعات ومدارس ومنظمات العمل الاجتماعي مما يحقق تواصل كبار السن مع أبناء المجتمع ويشعرهم بعدم العزلة والوحدة ويؤمن تواصل الأجيال مع بعضها .
من جانبها، قالت مديرة دار الضيافة للمسنين العميد المتقاعد منى حدادين، إن لدى الدار كادرا وظيفيا يخدم المسن في شتى أمور حياته، حيث يجد متسعًا لكل شيء يرغب القيام به ضمن أجواء هادئة وايجابية تشعره وكأنه وسط أهله .
وأضافت، أن الجمعية ومن خلال كادر مؤهل توفر للمسن كل ما يحتاج له من مأكل أو ملبس أو علاج وتحرص على تلبية احتياجاته الاجتماعية والنفسية.
وأكدت، أن كبار السن يحظون باحترام وتقدير كبيرين، وأن دار الضيافة مكان يمكن لكبار السن أن يقضوا فيه وقتا مسليا ومريحا.
وأشارت إلى أن الدار انشئت وسط حديقة في منطقة الجويدة محاطة بالأشجار الحرجية لتبعث الطبيعة حالة من الهدوء والجمال في نفس المسن الذي ألقت عليه الدنيا بظروفها الصعبة.
وبينت، أن خلف كل واحد منهم، قصة خاصة ومختلفة، مشيرة إلى أن “الصورة النمطية بأن دور المسنين سببها عقوق الأبناء غير دقيق”.