الخطر الداهم .. تحذير من خسف الارض في البحر الميت

12 سبتمبر 2021
الخطر الداهم .. تحذير من خسف الارض في البحر الميت

وطنا اليوم:حذر أستاذ العمارة والتخطيط الحضري في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور مراد الكلالدة ، من حدوث انهيار خسفي مفاجئ في منطقة البحر الميت، بعد ظهور البرك الملونة بالمنطقة أخيرا.
واعتبر الكلالدة – في تصريح ” ظهور البرك الملونة بمثابة انذار جديد للحكومة والجهات المعنية بضرورة التحرك السريع لمنع حدوث انهيار خسفي مفاجئ في المنطقة.
وبين الكلالدة ان استمرار ظاهرة الجفاف في البحر الميت دون إيجاد حلول جذرية وسريعة قد يهدد الاستثمارات والفنادق والمصانع في المنطقة.
وقال الكلالدة ان البحر الميت اهم من النفط بالنسبة للأردن ويجب المحافظة عليه بشتى السبل ، وإعادة التوازن الطبيعي له بما يحفظ الاستثمارات من الضياع ويحافظ على الارواح والممتلكات.
وأوضح ان مشكلة البحر الميت بعدم وجود مصادر تغذية له في الوقت الحالي، بسبب شح المياه في نهر الأردن وروافده ولأسباب كثيرة، والحل بضخ المياه الى البحر الميت وتعبئة التجاويف التي تكثر بفعل ذوبان الأملاح بعد تسرب المياه الحلوة اليها من الزارة ماعين.
ورحب الكلالدة باي مشروع لضخ المياه للبحر الميت ومن بينها الناقل الوطني الذي تعزم الحكومة تنفيذه، لكنه يخشى ان لا يكون كافيا.
ودعا الكلالدة لممارسة الضغوط على اسرائيل من خلال علاقتنا المميزة مع الولايات المتحدة الامريكية لرفع تحفظها على مشروع البحرين الأحمر-الميت والبدء بمشروع تنموي بوادي عربة يشمل بركا للأسماك وتوفير مياه محلاة للإنتاج الزراعي.
انخفاض منسوب البحر الميت وتقلص مساحته

عانى منسوب البحر الميت مؤخرًا من التراجع المستمر، إذ تقلصت مساحته خلال الأربع عقود الماضية بما يزيد عن 35%، وأصبح البحر الميت حاليًا يتكون من حوضين؛ شمالي وجنوبي يقسمهما شبه جزيرة اللسان. ونتيجة للانخفاض المستمر لهذا المستوى، تعرض الجزء الجنوبي (وهو الأقل عمقا) من البحيرة للجفاف.
وقد بلغ المعدل السنوي لانخفاض مستوى مباه البحر الميت حوالي متر واحد كل عام، وأدى الانخفاض التراكمي في مستوى المياه إلى تغيرات كبيرة في تضاريس المناطق المجاورة، بما في ذلك تغيرات لا يمكن الرجوع عنها في الجزء الشمالي، مثل ظهور الحفر الخسفية الخطيرة، وهجر المناطق الشاطئية، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية (الطرق والجسور) و المحميات الطبيعية.

هجر المناطق الشاطئية بسبب الحفر الخسفية الخطيرة

أصبحت الآن بعض شواطئ البحر الميت مناطق منكوبة بسبب خطورتها، خاصة في الجانب الفلسطيني المحتل من البحر الميت، حيث ظهرت هناك أول الحفر الخسفية في أواخر الثمانينيات، واستمرت في الظهور منذ ذلك الحين، وابتلعت الحفر اجزاء من الطرق التي كانت مقامة هناك، ودمرت الانهيارات الأرضية المنطقة.
وفي العقود الأربعة الماضية، ظهر أكثر من 6000 حفرة على طول الجانب الفلسطيني المحتل من البحر الميت، مما جعل دخول أجزاء كبيرة من ساحل البحر الميت أمرًا خطيرًا للغاية، ما حول بعض شواطئ البحر الميت من كنز الطبيعي إلى فخ أرضي قد ينهار في أي وقت ويبتلع ما فوقه.

كيف تتشكل الحفر الخسفية حول البحر الميت؟
مع انخفاض منسوب المياه في البحر الميت، تصبح أجزاء من الأرض التي غمرتها المياه سابقًا مكشوفة فوق خط الماء.
وأثناء انحسار المياه شديدة الملوحة، تترك وراءها طبقة سميكة من الملح الجوفي على عمق حوالي 20 مترًا تحت السطح.
وبسبب انخفاض منطقة البحر الميت، تسيل باتجاهها مياه الأمطار العذبة في الشتاء من الجبال المجاورة، وتتسرب إلى باطن الأرض، فتذيب طبقة الملح الجوفي، ويتشكل تجويف تحت الأرض.
وينهار التجويف في النهاية، مما يؤدي إلى ظهور الحفر الخسفية (Sinkholes).

الحفر المائية بالقرب من شواطئ البحر الميت وألوانها

قد تمتلأ الحفر الخسفية بمياه السيول وتظهر كأحواض مائية تحمل ألوانا مختلفة بحسب محتوى المياه، حيث تشير الألوان المحمرّة إلى وجود أكاسيد الحديد، أو طحالب “دوناليلا سالينا” التي تنشط مع ارتفاع درجة حرارة المياه والملوحة، وتفرز مادة وردية تسبب تلون المياه، واللون الأبيض في هوامش الحفر هي بسبب الأملاح.