اكدت الكاتبة والفنانة التشكيلية الاماراتية نورة عبدالله الطنيجي ان أعمالها الادبية من رسومات وكتابات روائية تستلهمه من واقع البيئة والتراث الاماراتي الذي يشعل جذوة الابداع وينقلها من عالم الافكار المجردة الى عالم الابداع نثرا وشعرا ورسما.
وقال الطنيجي أن كتاباتها التي تنشرها في الصحف اليومية والمواقع الاخبارية انما هي انعكاس للبيئة العربية ومتسلهمة من وحي البيئة الخليجية، وفيها تحضر ملامح البيئة وعبق الأماكن في دولة الامارات العربية المتحدة وخصوصا في رأس الخيمة وخورفكان.
والطنيجي تعتبر أول إماراتية تترشح روايتها الأولى «سجية غسق» للقائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في العام 2018. وسبق لها ان صدر لها رواية اخرى بعنوان “حضارة لوكاس” كلا الروايتين كان لها انتشارا واسعا وحضورا مميزا في مجتمع الروائيين العرب والخليج لما تحمله من افكار ومحتوى يحاكي عبق الخليج وتراث الامة ويلامس قصص الانسان عبر الزمان والمكان.
وعن روايتها الأخيرة «حضارة لوكاس» الصادرة عن الدار العربية للعلوم «ناشرون» قالت الطنيجي ان روايتها تصنف في إطار الفانتازيا، وتجمع ما بين الخيال والواقع، فهي قراءة في الأرواح. وأضافت انها أرادت ان تكتب عملاً في إطار الرعب ولكنه بشكل يختلف عن الجن والعفاريت، واندفعت وراء فكرة أن الروح المقتولة تحضر في الحياة، وكانت الروح حلوة تتجسد بشخصية رجل اسمه «لوكاس» وهو اسم لمستشرق فرنسي يحضر في قصر «لوكاس» في خورفكان.
اما مشوارها في الرسم والكتابة، فتقول الطنيجي ان الفكرة بدأت لديها عندما كانت ترسم جبلاً، وعادة ما يكون هناك رابط بين الرسم وكتاباتها الإبداعية، مشيرة الى انها شاركت في معارض أقيمت خارج الدولة منها في هولندا، كما شاركت في معارض خيرية دعما لمشاريع ومبادرات مجتمعية انسانية تطوعية، وهي الان تعرض لوحاتها في جامعة الإمارات العربية المتحدة من فترة لاخرى وبمناسبات عديدة.
وبينت الطنيجي انها لديها محاولات جادة لرسم «البورترية»، إذ كانت المرة الأخيرة التي رسمت فيها في العام 2017 وهي صورة للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا،موضحة انها الآن ترسم الشخصيات الكاريكاتيرية أو الكرتونية أو بطريقة فن «دودل» أو الخربشة وهو الرسم بقلم الرصاص وذلك بعد تعزيز قدراتها في الرسم من خلال الالتحاق بدورات لتمكين نفسها من هذه الطريقة في الفن.
وقالت أن الكتابة سلوك اصيل بداخلها ويجري بدمها، وتمارس الكتابة بشكل شبه يومي بمختلف اشكال وفنون الكتابة ومنها الكتابة الإبداعية الى جانب عمودها الصحفي في صحيفة الاتحاد. وبينت انها تعمل عادة على الروايات والقصص القصيرة بشكل موسمي، وتحديدا في إجازة الصيف أو في شهر رمضان، مع حفاظها على تقليد الإصدار كل سنتين مرة، إذ نشرت مجموعتيها القصصية الأولى في العام 2014، ومن ثم أصدرت مجموعة نثرية في 2016 وبعدها روايتين.
وعن تفاصيل روايتها الأولى «سجية غسق» قالت الطنيجي انها جاءت من وحي تاثرها بالاشخاص المصابين بـ «متلازمة داون»، واردت ان انقل باسلوبي الادبي حكاية وقصص هذه الفئة التي تستحق كل الرعاية والاهتمام وخصوصا البعد الانساني والصحي، وقالت جذبتي هذه الشخصية وقررت أن أبلورها أدبياً من الناحية الطبية.
في ضوء هذا الاهتمام تم تصنيف الكاتبة الطنيجي بانها الإماراتية الوحيدة التي تتناول الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، وامضت سنة كاملة تنسج روايتها وابداعها حول هذه الفئة من المجتمع في قالب ادبي ملفت، وهو ما جعل رايتها هذه تحديدا وهي الرواية الأولى لها تتاهل بجدارة واستحقاق لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
واشارت الطنيجي ان كتاباتها القصصية تختلف عن الروائية، فالقصة عبارة عن حبكة وعقدة ونهاية ربما تكون مفتوحة، بينما الرواية تحمل الكثير من العقد والخيوط المتشابكة.
والطنيجي الحاصلة على ماجستير في القيادة التربوية تعتبر جزءاً من الحركة الإبداعية النسوية في دولة الامارات وتتابع باهتمام وشغف كبيرين كل ما يعرض في الساحة الفنية والأدبية.
وكشفت الطنيجي ان العمل جاري على اصدار رواية جديدة لها ضمن تقليدها المستمر بنشر إصدار جديد كل سنتين، مشيرة الى ان اصدارها الجديد يميل الى الطابع الكوميدي هذه المرة، وتجد انها تسعى ما امكن الى الموازنة ما بين شغفها الادبي والروائي وبين التزاماتها الان في برنامج الدكتوراه.