نضال ابوزيد
بدا وكان المشهد الاردني يلفه الغموض وحالة من التخبط تعصف بعمق في قرارات الحكومة تقابلها حالة اجتماعية لم يعهدها الشارع الأردني، حيث قصص الإلهاء تضرب في عصب المجتمع وتتقلب بين الديني المتعلق بمطالبة الناشطة زليخة برفع الآذان بصوت ام كلثوم سبقها قصة” ابوخضرا والأضحيه” ، لتأتي بعدها قصص “التعليم عن بعد” و “ركبة روبي” وملف تشريعي توقيته غير مفهوم، يجيز المخدرات لمرة واحد دون قيد امني يكبل المتعاطي، سبقها قرارات إعلامية قيدت المواقع الإلكترونية واوجدت جدلاً على مدار اسبوعين، حالة من الفوضى ضاع او ضُيع بينها” نحاس ضانا” ونشاطات اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية، فلم نعد نسمع عن نحاس بقيمة مليارية ولا عن مشاريع قرارات إصلاحيه.
ثمة حالة واضحه في المشهد لا لبس فيها للمراقب، حيث كلما اقترب الشارع من قرار، كلما خرجت علينا قصة وليدة تُحول إتجاه البوصلة وتعطي أريحية زمنية للعمل في مطبخ القرار بعيدا عن صخب الشارع وضوضاء السوشال ميديا، وثمة حالة أخرى تربط بين جميع من يقف وراء هذا المشهد او بشكل أدق من يصيغ الحالة الجدلية، حيث تيار واحد يثير زوابع جدليه لحماية ومرور أي قرار بسلاسة متناهية، ليكتشف بعدها الشارع ان هناك قرارات يتم تداولها وبدأ العمل بها دون أي انتقاد يذكر.
يبدو أن الحالة الأردنية تتهيئ لاستقبال تغير في السلوك والمظهر، حيث تحولات جذرية بدأت تطل براسها نحو مجتمع ما ألف الا الطابع المحافظ وحيث أيضا تغييرات مفروضة يقودها تيار إقصائي، وبين كل هذا المشهد الجدلي وذاك، ضاع نحاس ضانا وضاعت مشاريع قرارات لجنة الاصلاح ولجنة تطوير التوجيهي التي يبدو أنها نجحت في احتواء الجدل ونجحت ايضاً في العمل بعيداً عن الأضواء وكسبت الوقت دون أي تشويش يذكر.
إنفلات إجتماعي بين الانتحار والمخدرات وقضايا لم يزيد مؤشر تداولها عن 24 ساعة ونيف، لم تشبع غرور الصانع ولا الصائغ لهذا المشهد المتشابك، مما يؤشر على أننا مقبولون على قصص اكثر سخونة واكثر جدلية قد تمتد لأيام او أسابيع، تعطي أريحية اكثر لمطابخ اللجان لبلورة قراراتهم بعيد عن مواجهة مباشرة مع الشارع والإعلام، في ظل كل هذا المشهد المعقد يبدو أن الحكومة تنأى بنفسها عن المشاركة قي اي فعالية جدلية لا بالتصريح ولا بالتوضيح وتبتعد خطوة إلى الخلف على مبدأ ارتاحت عليه الحكومة وسترحل عليها على مايبدو قريباً من باب “سَكن تسلم ” فكانت كل قراراتها ساكنة وكانها حكومة تصريف أعمال، تعمل “وكأن على رؤوسهم الطير”.