كتب : ماجد الخواجا
لست ضد أية تعيينات ولا من يحصل عليها بشرط وحيد وهو انطباق شروط الوظيفة عليه وحصوله على أكبر عدد من النقاط التنافسية .. تزعم الحكومة وأنا هنا لا أقصر المعنى على حكومة بعينها.. بأن لديها معايير مهنية محددة وصارمة لإشغال الوظائف ابتداء من العامل المستخدم وليس انتهاء بالوزير..
وفي كل مرة يخرج إلينا تعيين هنا وهناك لتنطلق سيول من التعليقات الحادة من اتجاهيها سواء أكان مدحا للشخص وأنه ممن تليق بهم المناصب وأنه سيعمل ثورة في موقعه وسيضيف قيمة مضافة عظيمة للوطن .. أو كانت نقدا واعتراضا والذي يكون في الغالب هو نقد للشخص ذاته أو لمنبته أو لسيرته المحلية وتحديدا السوشيال ميدية.. ونادرا ما يتم المدح أو الذم تبعا للكفايات والمؤهلات ومدى حوكمة وشفافية الإجراءات في التعيين وتكافؤ الفرص في التقدم للوظيفة…
كثيرة هي الأسماء التي حازت على مواقع وشواغر ومسميات دون المرور مطلقا على الوصف الوظيفي لشاغلي الوظائف في الدولة…
لست ضد أية تعيينات تتم بالشرطين المذكورين أعلاه.. لكن تكون الكارثة والفجيعة أكبر عندما يتم منح مواقع وظيفية وبمستويات قيادية لبعض الذين يقدمون أنفسهم على أنهم يعارضون ويعترضون على الفساد والجهوية والمحسوبية والواسطة وعدم تكافؤ الفرص بين المواطنين.. الا انهم يقبلون الاستحواذ على مناصب دون وجه حق ودون المرور على معايير واشتراطات الخدمة العامة.. هنا تكون الطامة كبرى لأن النموذج المفترض الاقتداء به كإنسان وطني حر شريف ينهار دفعة واحدة في سبيل تحصيل منفعة ذاتية..
لقد دخلت على موقع ديوان الخدمة المدنية من أجل معرفة شروط التقدم للتنافس على بعض الوظائف القيادية بمستوى امين عام … الحقيقة إنني وأنا ابن القطاع العام لأكثر من ربع قرن ولدي سيرة عملية وعلمية وادارية واجتماعية وسياسية ما يعتد به بكل فخر وشرف ومسؤولية.. لكنني ومنذ ليال لم أتمكن حتى الآن من إستكمال الشروط والمعززات والمرفقات التي يجب توفيرها ضمن طلب التقدم للوظيفة مع ذكر إنجازات مرتبطة بالمعايير ومدعمة بالأدلة…
هنا أتوقف لأسأل : هل كل المسؤولين في مختلف مواقعهم ومستوياتهم تنطبق عليهم شروط اشغال الوظائف.. إذا كانت المؤهلات العلمية وهي اساس الإشغال للوظيفة لا تنطبق على عديد من الوزراء ومدراء وامناء عامين.. فكيف نريد تطبيق بقية الاشتراطات..
أكرر إنني لست ضد التعيينات للمعارضين قبل المؤيدين.. لكن هذا فقط أقبل به حين يتم تبعا للكفايات وحسب الأسس والمقاييس التنافسية الشفافة المعلنة والمتاحة للجميع… أما أن يتم التبرير من الشخص ذاته انه يعمل في الميدان منذ سنين.. فهذه الكارثة لأنه إذا كان هذا هو معيار الحصول على موقع مدير إدارة ربما لن يكون له حظ في أن يخدم على باب تلك الإدارة لا ان يديرها…
الحقيقة ان الحكومة تعيد إنتاج المعارضين قبل المؤيدين.. والحديث قد يطول…