أ.د. مصطفى عيروط
جاءت زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة الأردنية لتؤكد، مرة أخرى، أن التعليم هو العمود الفقري لبناء الدولة الحديثة، وأن الشباب هم الاستثمار الأغلى والأبقى. فالجامعة الأردنية، أعرق صروح التعليم العالي، فلم تكن الزياره مجرد محطة بروتوكولية، بل محطة للاستماع والحوار، ومحطة تؤشر على ثقة قيادتنا الهاشمية بدور الجامعات الوطنية في التطوير وخدمة المجتمع.
جلالة الملكة، التي نعرف جميعًا جهودها الكبيرة والمستمرة في تطوير التعليم، من خلال المبادرات النوعية التي تطلقها وتتابعها شخصيًا، وتؤمن بأن التحديث يبدأ من قاعة الصف ومن عضو هيئة التدريس ومن الطالب. ولذلك جاءت زيارتها للجامعة الأردنية للتأكيد على هذا النهج، وللاطلاع على البرامج والمبادرات التي تسهم في الارتقاء بجودة التعليم والتعلم.
والجميع تابع جلالتها وهي تحاور الطلبه وتستمع إليهم لأن الاستماع للطلبة وللشباب وللقائمين على العملية التعليمية هو أساس البناء الصحيح. فاللقاءات التي عقدتها جلالتها مع الطلبة خلال الزيارة، ومناقشة أفكارهم وتطلعاتهم، تؤكد أن الشباب ليسوا مجرد أرقام في جامعات، بل شركاء في صناعة المستقبل، وأن صوتهم جزء من القرار، ومصدر مهم في تطوير السياسات التعليمية.
فهذا النهج يعزز ثقافة الحوار والانفتاح، ويعطي الشباب رسالة واضحة: أن الوطن يحتضن مبادراتهم وطموحاتهم، وأن القيادة الهاشمية تضعهم في مقدمة أولوياتها.
فالجامعة الأردنية حققت في السنوات الأخيرة إنجازات نوعية، سواء في البحث العلمي أو الاعتماد الأكاديمي أو تطوير الخطط والبرامج، أو في البيئة الجامعية، أو في توسيع شراكاتها محليًا وعالميًا.
وهذه الإنجازات لم تأتِ صدفة، بل نتيجة عمل وجهد وخطط وتطوير وتحديث، تستحق كل دعم وتشجيع. وجاءت زيارة جلالة الملكة لتؤكد أهمية الاستمرار في هذا المسار، والانتقال من الإنجاز إلى التميز، ومن التميز إلى الريادة.
فالجامعة الأردنية تمثل نموذجًا وطنيًا في التعليم العالي، وتسهم في تنمية المجتمع، وتخرّج الكفاءات التي يحتاجها القطاعان العام والخاص، وتقدم بحوثًا لها أثر في الاقتصاد والمجتمع والصحة والابتكار
و التعليم العالي قضية وطنية ومسؤولية مشتركة بين الدولة والجامعة والطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وأن التطوير يحتاج إلى استماع، وحوار، ومبادرات، ومتابعة، وليس إلى قرارات سريعة أو شعارات.
فالجامعات التي تستثمر في شبابها وأساتذتها وبنيتها التحتية وبرامجها، هي الجامعات التي تحقق إنجازات، وتبقى، وتنافس.
فزيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة الأردنية والاستقبال الكبير المنظم من أسرتها فهي في رأيي ليست مجرد زيارة عابرة، بل خطوة تؤكد قوة التعليم في الأردن، ودور الشباب، وإنجازات الجامعة الاردنيه ونجاح إدارتها ، ومسؤوليتنا جميعًا في دعم التطوير والارتقاء. فوطننا بقيادتنا الهاشميه التاريخيه بقيادة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني المعظم قصة نجاح وإنجاز ونموذج في النماء والأمن والاستقرار الراسخ






