في زمنٍ صارت فيه تذاكر السفر أغلى من تذاكر الانتماء،
وباتت بعض الجوازات تُختم لا حباً في وطن، بل لهروبٍ من واجب أو محاسبة،
أصبح بعضهم لا يرى في الوطن إلا ممراً إلى مصالحه… لا مقراً للحياة ولا حتى للقبر.
يأكلون خيراته بلا امتنان،
ويتسلّقون مناصبه دون جذور،
ثم، حين تنتهي مآربهم، يغادرون إلى حيث يظنون أن يد العدالة لا تطالهم…
لكن الكارثة لا تقع لحظة المغادرة،
بل حين تصحو الذاكرة، وتستيقظ عدالة السماء أولاً، ثم عدالة الأوطان.
أما نحن، أبناء هذا الوطن… أبناء الحرّاثين،
من تربّينا على الخبز المغموس بالكرامة،
وعلى العرق المجبول بالانتماء،
نحن الذين لا نغادر، ولا نبيع، ولا نساوم.
نموت في تراب الأردن، ونُدفن في أرضه،
نعتزّ بانتمائنا، ونفتخر بولائنا،
ونجدد العهد لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين،
ولسموّ ولي عهده الأمين الأمير الحسين،
القيادة التي ما خذلتنا، وما تخلّت عن وطنها ولا عن شعبها.
نحن لسنا عابرين… بل باقون.
لسنا متسلّقين… بل متجذّرون.
وطننا عزّنا، وقيادتنا رمزنا،
ومن خان، فقد خان نفسه قبل أن يخون الأردن.
الاردن بيتنا وما اجمله من بيت