جمال الاختلاف بقلم … الكاتبة رجاء الحسن…الاردن … عمان

2 فبراير 2021

استيقظت سلمى فجراٍ لتصلي صلاة الفجر ثم مارست الرياضة الخفيفة التي اعتادت عليها لتحافظ علي رشاقتها، ثم بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة ذهبت الى غرفة النوم لايقاظ زوجها للذهاب الى العمل ثم ذهبت الى المطبخ لإعداد الفطور لها و لزوجها ، وأثناء تناولهما الفطور دار حديث بينهما عن سوء الفهم الذي يحصل من قبل البعض اتجاه الآخر وذلك بسبب عدم وجود احترام لثقافة وفكر الآخر  المختلف معه مما يؤدي الى حدوث مشاكل عديده وزيادة الفجوة  بين الآخر وينعكس هذا الأمر  على الجميع وبأثر سلبي علي المجتمع  بشكل كامل  ليغدوا بعدها مجتمع جاهل متخلف غير متقدم مقارنة بالمجتمعات الاخرى التي تتقبل الاختلاف وتتعايش معه وتتميز وتنهض من خلال الاختلاف الموجود في تلك المجتمعات .
انهى الزوجان حديثهما بأن اتفقا على المساهمة بنشر ثقافة جمال الاختلاف وما مدى أثره الإيجابي على الشخص ذاته وعلي تقدم المجتمع وتميزه وتطوره.
ودَعَت سلمى زوجها ثم ذهبت الى غرفتها لتقرأ جزء من آيات القرآن الكريم فهي متعودة أن تختم القرآن الكريم عدة مرات في السنة ،وبعد الانتهاء من قراءة جزء من القرآن الكريم
ذهبت الي المطبخ مرة اخري لتحتسي لها فنجان من القهوة وأثناء اول رشفة لها للقهوه بدات تتذكر صديقاتها التي لم تلتقي بهن منذ فترة طويله بسبب جانحة الكورونا فقد اشتاقت لهن كثيرا.
بعد الانتهاء من شرب قهوتها ذهبت للبحث عن جوالها لتتصل بصديقاتها لدعوتهن لزيارتها، اتصلت اولا بصديقتها مريم لتطمئن عليها وعبرت لها عن مدى اشتياقها لها وطلبت منها ان تلبي دعوتها الى زيارتها يوم الأحد مساء فوافقت على الفور بقولها كم انا مشتاقه لرؤيتك والحديث معك أيضا لكن سأتأخر قليلا عن الموعد المحدد للزياره لأنه سأذهب الى الكنيسة لأداء الصلاة في الكنيسة. وانهت حديثها  بانها تنتظر بكل شوق لقاءها بها .
ثم بادرت بالاتصال بصديقتها ايمان لدعوتها الى بيتها  واخبرتها بمدى اشتياقها لها هي الاخرى وعبرت لها كم هي مشتاقة للالتقاء بها .
جاء الموعد المحدد للزياره وسلمى كانت سعيدة لأنها ستلتقي بصديقتيها والأقرب الى قلبها بكل شوق ومحبة للالتقاء بهن  والتحدث اليهن .
اجتمعنا مع بعضهن وتبادلنا الاحاديث الشيقه بينهن لتقترح سلمى عليهن أنها تريد أن تعرفهن على صديقات لها  تعرفت عليهن مجددا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثه، وخاصة في ازمه كورونا كانت فرصه  للتعرف على عدد كبير من الصديقات  من مختلف أنحاء العالم ولان تلك الأزمة التي تعرض لها العالم بأكمله مما جعل الكثير من الأشخاص  يقضي معظم وقته علي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثه بسبب انتشار مرض الكورونا وجلوسه في البيت وبقائه فترة طويلة فيه مما ادي الى اللجوء الي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثه وقضاء وقت كبير في استخدام تلك الوسائل.
وافقن على هذا الاقتراح وتم تفعيل التطبيق لرؤية صديقاتها المتواجدات في مختلف أنحاء العالم و التواصل معهن وبعد التحية والتعارف بينهن والتعريف بهن  دار حديث بينهن عن ماهي الأسس الصحيحة للتنشئة السليمة للأبناء .
تناقشن واختلفن على عدة أمور بخصوص تنشئة الأبناء لكن اتفقنا على اهمية غرس الأخلاق والقيم النبيلة لدى الأبناء وغرس أهمية قيَم الحُب في نفوسهم وتربيتهم على الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين  اضافة الي تربيتهم  على قبول الشخص  المختلف معنا والتعايش السلمي معه واحترام الآخرين وتقديم المساعدة لهم واحترام عقائدهم وطريقة تفكيرهم وثقافتهم ومشاركتهم  افراحهم واحزانهم ومساعدتهم اذا احتاجوا للمساعدة اضافة الى تعزيز قيَم التسامح عند تنشئة أبنائنا  وما مدي أثره النفسي الإيجابي  على الشخص ذاته  وعلى المجتمع بأكمله وما مدى  الايجابية والفائدة التي تعود على جميع المجتمعات بالنفع والفائدة وما مدى جمال هذا  الاختلاف في هذه الحياة لندرك أن الاختلاف هو  نعمة من الله قد أنعمها علينا في هذا الكون .
فلنتعايش بهذا الاختلاف الجميل المتنوع الذي يضيف لحياتنا المتعة والجمال .
تخيلوا لو لم نكن مختلفين بأفكارنا وثقافتنا وديننا ومعتقداتنا وعرقنا الى اخره… من أنواع الاختلاف
ونصبح متشابهين بكل شيء ، بالتأكيد سنشعر بالرتابة والملل والضجر من هذا الأمر ولا شيء جديد  لا متعة ولا تميز وأفكار محدودة ومتخلفين عن أي تقدم يحصل، فجمال الأشياء باختلافها وتنوعها .
ما أجمل الحياة ان نكون مختلفين لنعيش بهذا التناغم الجميل
إذن  الاختلاف هو يعتبر الأساس الصحيح من  خلاله تزدهر وترتقي الأمم و المجتمعات ونعيش متعة الحياه .