طوقان والنووي

24 يناير 2021
طوقان والنووي

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
…………..
باديء ذي بدء واحتراما لقانون الجرائم الإلكترونية ولنفسي لن اتكلم بما يجول في خاطري من العبارات والألفاظ التي كان يجب أن استخدمها في الرد على معالي خالد طوقات .

ومع كل الاحترام اذكر انه في عام 2014 تلقينا محاضرة من معالي الدكتور خالد طوقان في كلية الدفاع الوطني التابعة لجامعة مؤتة عن مستقبل الاردن نوويا، واذكر ان الدكتور خالد كان لطيفا ونَغِشا عندما كان يتم توجيه سؤالا له فيه اطراء ومدح لِما كان يتكلم به ،وكان نزقا وعصبيا اذا كان السؤال يشكك او ينتقد ما يتكلم به ، ولكن الأهم من كل ذلك ان معاليه أكد لنا بأننا الإقتصاد الأردني والوطن سوف يقطف ثمار الطاقة النووية سنة 2017-2018 ،وأن سبب العجز في الموازنة كانت كلف الطاقة المرتفعة من الكهرباء والنفط والغاز الذي يشتريها الاردن من الخارج وهي التي تعادل ما نسبتة 80% من عجز الموازنات الحكومات .
واذكر كذلك أنه قال لنا بأن الاردن يحتوي على كميات تجارية من اليورانيوم المشع ولكنه فضل أن يتم استخدامها بالمفاعلات النووية بدل أن يبيعها كمواد خام ، وهذا اجدى اقتصاديا للدولة حسب فكره المبدع والخلاق .

ولنرجع الى 40 عاما مضت مع العالم الدكتور خالد الذي لم ينقطع عن علمه وابحاثه حيث كان اداريا عندما كان رئيسا لجامعة البلقاء التطبيقية وسياسيا عندما كان وزيرا للتعليم العالي ثم وزيرا للتربية والتعليم ثم وزيرا للطاقة والثروة المعدنية ، فأين البحوثات والمشاريع التي قدمتها للعلم الذي تتغنى به وهل كانت على حساب عملك بالوظيفة الحكومية .

يوم امس شاهدت لقاء تلفزيوني مع الدكتور خالد من خلال الإعلامي المبدع محمد الخالدي في برنامج نبض البلد ، وللأسف استطاع الدكتور خالد ان يستغل جهل الإعلامي محمد الخالدي بالمصطلحات النووية ومرادفاتها وصار يسرح ويجول بالحلقة عن مكونات الطاقة النووية وعن النيونرون والسينكترون والبروتون وبعض الاختصارات للمصطلحات العلمية ، ولكنه اعترف ضمنيا أنه فشل في تحقيق الغاية الإقتصادية من إنشاء مشروع الطاقة النووي التي تم انشائه من أجلها ، وهي انتاج الطاقة الكهربائية وتطوير القطاعات الصناعية والزراعية بأقل الكلف وافضل المنتوجات ، كما أنه اضاف ان الباوند الواحد من اليورانيوم تزل سعره من 120 دولار الى 35 دولار بعد حوادث الانفجارات التي حصلت في المفاعلات النووية الياباتية والروسية التي تحولت الى انتاج الطاقة من النووي الى الطاقات البديلة .
معاليه تكلم عن المعمل البحثي النووي الذي انشأه وهاجم المذيع بأن هذا المعمل لا ينتظر منه فائدة اقتصادية ، وإنما غاياته كانت انتاج العقول التي غادرتنا للعمل في دول الخليج ،وبالتالي نحن كأردنيون لم نستفيد من إنتاج هذه العقول التي انتجتها نووية طوقان .

كنت اتمنى على الأستاذ محمد الخالدي ان يسأل معاليه لماذا صار هناك تحول في الدول المتقدمة عن الطاقة النووية في ظل وجود الطاقات المتجددة والبديلة مثل الرياح والشمس والغازات المنتجة من اعادة تدوير النفايات ، وهي التي تكون الأطول عمرا(لمئات السنين) والأنظف بيئيا والأقل كلفة وخطرا .
لماذا يا ايها العالم لا زلت مصرا على انتاج طاقة نووية عمرها لا يتجاوز 30 عاما و لا تجدي نفعا في اقتصادنا الزراعي والصناعي والطبي والعسكري .
كنت اتمنى ان يقول له ان الدول الوحيدة التي لم تتحول عن إنتاج الطاقة النووية هي فقط الدول التي استطاعت انتاج الأسلحة النووية العسكرية ، اما باقي الدول فإنها تحولت عنها الى الطاقات البديلة والمتجددة .
ايها العالم منذ 40 عاما لو ما صرف على رواتبك الآن تم صرفه على انشاء المدارس لما كانت نظام الفترتين للطلبة ، ولا كان عندنا 60 طالب على الأقل في الغرف الصفية الحكومية .
ايها العالم الجليل لو ان نصف ما تم صرفه على مشروعك الباهر تم صرفه بالقطاع الصحي لكان هناك اجهزة طبية في كل مستشفيات مدن المملكة للفحص الطبقي والنووي ، ولكان عندنا اطباء قلب وضغط وشرايين ومراكز لمعالجة مرضى السرطان في كل مدن المملكة وليس فقط في العاصمة عمان .

ايها العالم الجليل لو ان النصف الثاني الذي تم صرفه على مشروعك الرائع تم صرفه على سياحة عجلون والطفيلة وام قيس والأغوار لما كان عندنا بطالة تجاوزت ال 40% من نسبة الشباب الاردنيين .

ايها العالم الجليل نوويتك تحتاج الى كميات هائلة من المياه التي تنقطع عن احياء العاصمة والمدن الاردنية لمدة اشهر احيانا حتى يشربوا أو يتحمموا بها بسبب شحها او تلوثها .

نحن نعلم ان المشاريع عندنا في هذا الوطن تبنى ليس لأجل الوطن والمواطن وانما يتم تفصيلها لاجل بعض الشخصيات وأبنائهم ، ولهذا فإننا نبارك لكم مشروعكم النووي علما اننا نحن الاردنيون الآن لا نحتاج إلا الى رغيف خبز بدون قرض بنكي ربوي يحبسنا او الى شربة ماء نظيفة بدون كلور فرنسي ، أو الى طريق زراعي يوصلنا الى المقبرة بعد أن نفارق هذه الحياة .
ايها العالم الجليل لقد تم الصرف على مشروعاتكم من نَفَسِنا وقوت يومنا والماء الذي يبلل ريقنا ومصاريف اكفاننا عند الممات ، ولسوف نسألكم والله عنها انت ومن دعمكم وساندكم ليس عند رؤوساء الحكومات او هيئات مكافحة الفساد وإنما عند ملك الملوك في يوم الحساب و يوم العدل في الميزان .

عظم الله اجركم يا وطن .