هل ينتقل كورونا من جثث الموتى إلى المياه الجوفية؟

11 أكتوبر 2020
هل ينتقل كورونا من جثث الموتى إلى المياه الجوفية؟

وطنا اليوم:في حين أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات ضرورة دراسة تقارير عالمية أشارت لاحتمالية بقاء فيروس كورونا على الأجسام ومنها جسم المتوفى وإمكانية انتقالها من جثث المتوفين إلى المياه الجوفية، استبعدت دراسات دولية انتقال الفيروس من جسم المتوفى بالفيروس عبر طبقات التربة، معتبرة أن فرص تحقق ذلك، ضئيلة جدا.
واعتبر تقرير علمي صدر عن جمعية المياه الجوفية (NGWA)، أن الطرح الذي يفيد بإمكانية انتقال فيروس كورونا عبر جثث المتوفين بالفيروس، بعيد عن الواقع، منوها لأن احتمالية وصول الفيروس للمياه الجوفية تكون بحجم أعلى، ولو بنسبة ضئيلة، من خلال المياه العادمة غير المعالجة، وذلك مقارنة بإمكانية وصول الفيروس للمياه الجوفية عبر جثث المتوفين به، ولا تشكل أي خطورة تذكر من خلال طبقات التربة.
وأكد التقرير الذي حمل عنوانه “المياه الجوفية والآبار وفيروس كورونا”، أنه لا توجد خطورة حقيقية في حال تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة في التعامل مع المياه العادمة، وذلك توازيا مع انخفاض خطورة انتقال الفيروس من خلال بعض أنواع الصخور المتشققة.
وتناول تقرير جمعية المياه الجوفية، قضيةالفيروسات الموجودة في المياه الجوفية بشكل عام والخصائص المحددة لفيروس كوفيد – 19 من حيث صلته بالمياه الجوفية، بالإضافة لأنظمة الصرف الصحي كمصدر محتمل للفيروس للآبار الخاصة، وأنظمة معالجة للآبار الخاصة.
وخلص التقرير لأن شرب المياه من الآبار الخاصة، يمثل خطرا منخفضا للإصابة بكوفيد – 19، خاصة بالمقارنة مع الانتقال المباشر من إنسان إلى آخر، أو عبر لمس سطح ملوث.
وأضاف التقرير أنه إلى حد بعيد، فإن أفضل حماية ضد كوفيد – 19، هي اتباع توصيات الصحة العامة للتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وغيرها من التدابير.
وأوضح التقرير ذاته أن المخاوف بشأن فيروس كورونا في المياه الجوفية، تساهم في التذكير بأهمية الحماية من مسببات الأمراض من خلال الرعاية المناسبة وصيانة الآبار وأنظمة الصرف الصحي.
وبحسبه، فإن وكالة حماية البيئة (EPA) والرابطة الوطنية للمياه الجوفية والعديد من المنظمات المتخصة الأخرى، توصي بإجراء اختبار سنوي للآبار الخاصة التي تشتمل على مؤشر بكتيريا، وذلك على غرار الفحص الصحي السنوي مع الطبيب.
ونبه التقرير من أن بعض أنظمة معالجة المياه المنزلية، وليس جميعها، فعالة ضد الفيروسات، عند صيانتها بشكل صحيح، وبالتالي، فإن كوفيد – 19، لا يعد بحد ذاته سببا لبدء شرب المياه المعبأة، أو تركيب أنظمة معالجة المياه المنزلية.
وفي التفاصيل، أكد التقرير أهمية الاهتمام بدور عمليات التعقيم والتطهير اللازمة، حيث يعد خط الدفاع الثاني من الفيروس، صيانة نظام الصرف الصحي، لافتا لإمكانية التقاط مياه الأمطار وحملها الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، خلال أوقات أو مواسم الفيضانات، حيث يمكن أن تسمح الشقوق الموجودة في غلاف البئر أو منطقة فوهة البئر بدخول مياه الفيضانات إلى البئر والحيز الحلقي حول الغلاف تحت الأرض.
وأضاف “قد تكون الآبار أكثر عرضة للتلوث بالفيروسات بعد الفيضانات، خاصة إذا كانت الآبار ضحلة، أو تم حفرها أو مللها، أو غمرتها مياه الفيضانات لفترات طويلة من الزمن”، فيما قد تكون هناك حاجة لتطهير الآبار للقضاء على الفيروس، وهو ما ينبغي أن يتبعه اختبار المياه.
وفي سياق متصل، لم يتطرق تقرير علمي دولي صدر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ecdc) ، لأي صلة مباشرة أو غير مباشرة ترتبط بإمكانية انتقال فيروس كورونا من جثث المتوفين به لطبقات المياه الجوفية عبر التربة.
وأكد التقرير الذي حمل عنوانه “مخاطر محددة تتعلق بالتعامل مع جثث المتوفين..الأشخاص المصابون بكوفيد – 19 المشتبه به أو المؤكد”، عدم وجود دليل حتى الآن على انتقال فيروس كوفيد – 19 من خلال التعامل مع جثث الأشخاص المتوفين.
ونوه لأن الخطر المحتمل للانتقال المتعلق بالتعامل مع جثث الأشخاص المتوفين المشتبه بهم، منخفض، مبينا أنه قد يكون مرتبطا بعوامل تتعللق بالتلامس المباشر مع الرفات البشرية أو سوائل الجسم حيث يوجد الفيروس، أو التلامس المباشر مع المواد الملوثة، أو احتمالية بقاء الفيروس على الاسطح لأيام، وبالتالي جدد دعواته لضرورة التقليل من الاتصال غير الضروري بالجثث من قبل أولئك الذين لا يرتدون ملابس الوقاية الشخصية أو معدات الحماية والسلامة العامة.