علاقة الدولة المرنة والدولة الرخوة بالحرية والسلطة

12 ديسمبر 2021
علاقة الدولة المرنة والدولة الرخوة بالحرية والسلطة

الدكتور أحمد الشناق

– الدولة المرنة والدولة الرخوة، مفاهيم ودلالات
– الدولة المرنة : تقوم على قواعد الفكر البنائي بنهج اصلاحي نحو التطوير والتحديث، وبحضور المعارضة البناءة الناضجة والتمكين لها من المشاركة في الحياة السياسية. فالتطوير والتحديث ضرورة حتمية بما يستجيب لمتلطبات أحوال الزمان ولتسمتر الدولة بما يحقق الغاية من وجودها برفاة وكرامة الإنسان.
فالدولة المرنة هي الدولة القوية في عالم اليوم، إذا امتلكت القدرة على تنظيم الادوار وتحديدها، ليعمل الجميع في ظل سيادة القانون، وبما يحدده القانون من غايات وأهداف، لأحزاب ، نقابات ، جمعيات، إتحادات، ونوادي وغير ذلك من مكونات المجتمع المدني الحديث، وعلى أن يخضع الحكام والمحكومين لسيادة القانون من خلال تنظيم علاقة هذه المكونات المجتمعية الحديثة بالدولة .
– الدولة الرخوة : هي تلك الدولة التي يغيب فيها سيادة القانون والأهم تطبيقات القوانين بعداله، فالدولة الرخوة تكون منشأ للفكر الهدموي والمعارضة المغرضة بمآلات الفوضى والانفلات والتفتت والاختراق، وتكون الدولة مهيئة لأجواء حرب الإشاعات والتشكيك، كحرب نفسية لهدم المؤسسات وبنية الدولة وشرعيتها الدستورية، فالدولة تستمر بدستورها وقوانينها، شريطة تقيّد مشرّعيها بأحكام دستورها، كي لا تخالف قوانينها أحكام دستورها، لسمو علاقة الدستور كعقد إجتماعي على كافة القوانين والأنظمة الصادرة عن الدولة. والدولة الديمقراطية وفق الفقه السياسي المعاصر، هي تلك الدولة التي لا تخالف قوانينها أحكام دستورها، والدولة القوية هي تلك الدولة التي تمتلك قدرة تواصلية مع مجتمها وتنظيم علاقته وفق أحكام القانون نموذجاً للدولة الحديثة.
– وأجمع علماء الفكر السياسي والفقه الدستوري، بأن الحرية لا تعيش إلا في ظلال السلطة ولو قيدتها، على إعتبار أن الحرية تقابلها المسؤولية، وكذلك موقع المسؤولية تقابله المسألة، فالحرية غاية والديمقراطية آليات بأهداف وصولاً لتلك الغاية بالدولة الحرة لمواطينها .