كورونا يفاقم معاناة لاجئي الزعتري والأزرق

18 نوفمبر 2020
كورونا يفاقم معاناة لاجئي الزعتري والأزرق

وطنا اليوم:مع تفاقم الوضع الوبائي لفيروس كورونا، ووصوله إلى حالة الانتشار المجتمعي في المملكة، كان للمخيمات السورية نصيب كبير من هذا الانتشار الواسع للفيروس، إذ لم يكن اللاجئون السوريون بمنأى عن الإصابة به، ما فاقم معاناتهم وأثقل كاهلهم.
“أم مرعي”، لاجئة سورية تقطن مخيم الزعتري ووالدة لـ3 أبناء؛ بينهم طفل صغير، أصيبت بالفيروس قبل أسبوعين، كشف عنها خلال مراجعة عادية للمستشفى، إذ أخضعها لفحص (PCR) ضمن إجراءاته الوقائية، فكانت نتيجتها “إيجابية”، لتخضع بعدها لعزل صحي استمر 11 يوما، في مناطق مخصصة للحجر في المخيم، حتى تماثلت للشفاء.
لم يكن من السهل على أم مرعي التي ترعى أبناءها، أن تغيب عن منزلها طوال هذه الفترة، لكن العزل كان ضروريا لصحتها ولحماية أبنائها، وخلاله، تلقت عناية طبية، كما تقول ، فالفرق الطبية في المخيم واصلت متابعتها، حتى بعد قضائها فترة العزل؛ وحين عادت إلى منزلها، أخضعت نفسها لحجر منزلي استمر أسبوعا.
ومع تسلل الفيروس إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، أقرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بروتوكولات لمواجهة انتشاره، وبحسب أرقامها؛ سجلت 238 إصابة بـ”كورونا” في مخيم الزعتري منذ بداية الجائحة، بينها 72 حاليا، كما سجلت 479 إصابة في مخيم الأزرق بينها 67 حاليا.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ليلي كليرسل ، إن معدل الإصابات في المخيمين يقارب 0.6 % من إجمالي نسبة الفحوصات، “وهي أدنى كثيرا من المتوسط الوطني (على مستوى المملكة) الذي يبلغ 1.4 %”.
ورصدت المفوضية وفاة واحدة في المخيمين جراء الإصابة بالفيروس، بينما تبلغ نسبة التعافي من الإصابة فيهما 77 % حاليا، ووصل مجموع المتعافين إلى 588، وسبق أن سجلوا نتيجة إيجابية.
وفي كلا المخيمين؛ خصصت المفوضية مناطق حجر صحي لاستيعاب المصابين غير القادرين على عزل أنفسهم في منازلهم، كما بعثت برسائل منتظمة إلى قاطني المخيمات، لتذكيرهم بأساليب الوقاية.
وضمن البروتوكولات المتبعة في مخيم الزعتري، يجري تعقيم المناطق العامة والمركبات المتنقلة منه وإليه للتعقيم، وينفذ موظفو المفوضية فحوصات درجات الحرارة للاجئين، حسب مقتضى الحاجة.
كما أخضع أفراد عائلة “أم مرعي” للفحص، باعتبارهم مخالطين لها، وفقها، إذ أوضحت أن عائلتها خضعت للفحص مرتين؛ الأولى عند اكتشاف إصابتها بالفيروس، والثانية بعد خروجها من العزل.
“أم مرعي”؛ تعمل في خياطة الألبسة، وخلال فترة العزل توقفت عن العمل، لكنها في الوقت نفسه؛ استلمت طردي معونات غذائية لمساعدة أسرتها معيشيا.
تبدو مظاهر الالتزام بإجراءات الوقاية في مخيم الزعتري، كارتداء الكمامات والتباعد الجسدي واضحة، كما يقول
“أبو عبيدة”، من القاطنين فيه، لكنه كشف بأن مخابز وأسواق المخيم، تشهد اكتظاظا كبيرا بخاصة قبيل أيام الحظر الشامل، وكل ذلك يجري وسط محاولات لفرض مزيد من التنظيم. خلال أيام الحظر، وصف “أبو عبيدة” المظهر العام في المخيم، بأن هناك انضباطا بين قاطنيه، مؤكداً كلام “أم مرعي” بأن “الغالبية ملتزمون”، ولمواجهة انتشار الفيروس، وزعت كمامات على جزء منهم وفق أحد قاطني المخيم، وقد طلب نشر اسمه، توزع الكمامات حالياً على كبار السن، وستوزع على باقي الفئات العمرية في القريب العاجل.
واكدت كليرسل أن المفوضية تدعم مبادرات إدارة اللاجئين في صناعة الكمامات، لتوزع مجانا عليهم، لافتة إلى انه “ومنذ بداية المشروع في المخيم، صنعت فيه ووزعت 20 ألف كمامة”.
تقدم المفوضية الدعم للاجئين في مخيمي الزعتري والأزرق، كما توزع بالتعاون مع جهات شريكة، مواد صحية لمنع انتشار الفيروس، كما تستعد المفوضية حاليا لتوزيع المساعدة النقدية الشتوية على قاطني المخيمات، لتخفيف آثار الجائحة، وفق كليرسل.
مؤخرا؛ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكوى من ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية في مخيم الزعتري، وسط مطالبات بضبطها، إذ أن آثار الجائحة، وما خلفته من معاناة اقتصادية، ضرب أيضا صفوف اللاجئين السوريين، وفق كليرسل، التي صرحت بإن “الأثر الاقتصادي لجائحة، ما يزال مستمرا بالضغط على سبل معيشة اللاجئين، وهو أحد شواغل المفوضية الرئيسة في الأردن”.
وفي دراسة استقصائية أجرتها منظمة العمل الدولية في تموز (يوليو)، أفادت بأن ثلث اللاجئين ممن يعيشون في الأردن؛ فقدوا وظائفهم بصورة دائمة، وغالبية من يعيش منهم في مخيمي الزعتري والازرق، امتلكوا سابقا تصاريح عمل والعمل خارج المخيمات، لكنهم فقدوا وظائفهم بسبب قيود حظر التجول التي حددت حركتهم وأدت لإغلاق منشآت عملهم.
وفي الوقت نفسه، تواصل المفوضية؛ إصدار مناشدات تطالب بمزيد من التمويل لمساعدة أكثر اللاجئين ضعفا، وفق كليرسل.