الأحزاب والنقابات والكتل النيابية

19 سبتمبر 2021
الأحزاب والنقابات والكتل النيابية

د. وليد المعاني

بمناسبة الحديث عن الأحزاب وقانونها، والحكومات النيابية التي يشكلها حزب الأغلبية و تحالفاته في مجلس النواب وعن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.

يمكن القول أنه ما دامت النقابات المهنية تمارس العمل السياسي في نطاقه الواسع، فلن يكون بالإمكان تطوير حياة حزبية تنازع النقابات فيما إعتادت عليه، واصبحت بموجبه تتحدث في كثير من الأوقات بمفاهيم لا يتحدث عنها إلا ضمن الأطر الحزبية مع أن اسمها نقابات مهنية.

وعليه فإني أعتقد أن أي قانون جديد للأحزاب، إن أراد لهذه الأحزاب إن تتشكل وتكبر وتنمو، إن يتضمن في نصوصه ما يقصر العمل النقابي على أمور المهنة، بحيث تبتعد تماما عن العمل السياسي وتتركه للأحزاب، وبغير ذلك ستبقى الأحزاب خداجا غير قادر على البقاء أو المنافسة مادام هناك وعاء آخر لممارسة نفس العمل.

إن الكتل النيابية ليست بديلا عن الأحزاب، فهي لاتخضع لأطر ايدولوجية ملتزم بها ولا يحاد عنها، وإنما هي تحالفات مرحلية تحكمها مصالح الكتل التي قد تتغير بين يوم وليلة بما لا يدع مجالا للديمومة المرادة.